توقيت القاهرة المحلي 13:22:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

برج العقرب

  مصر اليوم -

برج العقرب

بقلم : سمير عطا الله

 منذ الطفولة نعيش بقية العمر في حال من «غسل الدماغ»، من دون أن ندرك ذلك. ومنذ الفتوة تتحول أدمغتنا إلى مزيج من الحقائق والخرافات، ينقلها إلينا مجتمعنا ورفاقنا وأهلنا وصحفنا وأساتذتنا، وغالباً من لم تزود، كما شهد طرفة بن العبد.

عندما تتراكم الخرافات والحقائق، لا يعود لدينا الجَلَد للتمييز بينها. وأحياناً لا تعود لدينا الشجاعة على ذلك. وما هو خرافة في تراث بلد ما، يصبح عادة في بلد آخر، مثل الهر الأسود يوم الجمعة أو الرقم 13. وفي نيويورك اكتشفت أن العقول الهندسية التي تبني أعلى أبراج العالم، تحذف الرقم 13 من الطوابق، لأن الشركات الكبرى، التي تديرها أهم العقول العلمية، تمتنع عن استئجاره إلا إذا كان تحت رقم آخر. وبعض علماء الفيزياء الذين صنعوا الطائرات، أو حلّوا مسألة الجاذبية، أو أرسلوا الأقمار إلى الفضاء، يتحاشون المرور تحت سلم.

بعض المعارك في حرب اليمن الجنوبية أجّلت لأن موعدها كان «يوم الربوع»، كما قال أحد القادة المشهورين يومها. وبعض قراء حركة النجوم والكواكب ينصحون مواليد برج الدلو بعدم عقد أي صفقة تجارية يوم الخميس، لأن في ذلك النهار يمر زحل قرب عطارد وهو في الطريق لاستكمال نزهته الأسبوعية قرب درب التبانة. الكورنيش.

في الماضي كانت الكتب تكتب، والروايات تروى، عن اللعنة التي تصيب بلداً أو عائلة. الآن يرد ذلك في الجينات! قال لي أحد أقربائي إن لديه خمسة أبناء، أربعة منهم مجلون في دراستهم، والخامس يكره الأحرف والأرقام والكتب والدفاتر والمعلمين والناظر وباص الطلاب. فهل يا ترى، هناك خلل في الجينات؟ نصحته بأن يتابع حركة زحل على كورنيش درب التبانة - أو اقتراب عطارد من القمر في الربع الثاني من الفصل الثالث.

تتولّى مواقع التواصل الآن غسل الأدمغة، بمعنى تلوينها. والمؤسف ليس من يزرع الأكاذيب والخرافات، بل من يصدقها. أو من يهوى أن يصدقها. تستكمل هذه المواقع الجريمة التي بدأتها الإذاعات والفضائيات في تدمير الفكر العربي المستقبلي، مبشرة، تحت اسم الحرية، بالعودة إلى مجاهل الرق.

نصيبنا من هذه الثورة التكنولوجية التي نقلت الدنيا من زمن إلى زمن، مرحلة تحريض لا نهاية له. على الدول والمؤسسات طمأنة الشعوب. والحرب التي تخوضها مصر في سيناء أقل قسوة من التي تواجهها في سيناء الهوائية... برج العقرب.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برج العقرب برج العقرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 09:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية
  مصر اليوم - خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
  مصر اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد فيسبوك للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon