توقيت القاهرة المحلي 23:50:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ديون البقّال

  مصر اليوم -

ديون البقّال

بقلم : سمير عطا الله

بعد نهاية الحرب اللبنانية العسكرية، عدت إلى بيروت في زيارة قصيرة. كانت المدينة لا تزال خراباً هنا وعماراً هناك... ظلمةً في مكان وضوءاً في آخر. ودعيت يومها إلى عشاء في منزل النائب نسيب لحود، حضره أناس من غير أهل القتال والخنادق، واستمعنا خلاله إلى الموسيقى الكلاسيكية. كتبت يومها أن لبنان مثل إندونيسيا؛ مجموعة جزر، يربطها اسم واحد.
في الخراب الحربي، أو السياسي، تظل الجزر النبيلة قائمة في لبنان. مساء الثلاثاء الماضي، في حديقة منزل الرئيس إلياس الهراوي، قدمت زوجته، السيدة منى، جائزته السنوية إلى أول نائبة في البرلمان، ميرنا البستاني. ومثّل رئيس المجلس في الحفل زوجته رندة بري، كما مثّل رئيس الحكومة عمّته بهية الحريري.
المرأة اللبنانية طليعة الريادة النسائية في العالم العربي. أوائل القرن الماضي كانت «الست نظيرة» جنبلاط تدير السياسة من خلف حجابها، وتعمل من أجل الاستقلال. وميرنا البستاني ليست قصة أول نائبة، بل سيرة امرأة أدارت منذ صباها إحدى أكبر شركات البناء والبنوك والفنادق في العالم العربي.
ليس في لبنان رديف لإميل البستاني الذي ورثت نجاحاته. ثمة رعيل كامل في الخليج يشير إليه على أنه رائد الحركة العمرانية في الصحراء. ولعب المهندس العمراني دوراً سياسياً باهراً إلى جانب مصر في عدوان السويس، كما يروي محمد حسنين هيكل. وكان البستاني قد أنشأ في لندن السياسية صداقات لم يعرف مستواها عربي من قبل.
تعرف المرأة اللبنانية كيف تحفظ وتحيي إرث الرجال... هكذا كان واضحاً في هذه الحديقة الجميلة مساء الثلاثاء: منى الهراوي، التي ورثت إرث أول رئيس بعد الحرب، وبهية الحريري، شريكة شقيقها وابنه في سياسات لبنان البناءة، وميرنا البستاني. ولعل أفضل وأنبل ما يمثلنه هو ما فعلنه في الحقل العام وعمل الخير، اقتداء بالمورِّثين. وكان الرئيس إلياس الهراوي أقلهم ثروة، لكنني لم أعرف أحداً مثله يلاحظ الفقر عند الآخرين. وقد عمل كل ما في وسعه لحفظ كرامة الرؤساء السابقين وعائلاتهم. وبعد فوزه قام مع زوجته بزيارة أرملة الرئيس فؤاد شهاب، وسألها كيف يستطيع أن يساعدها... «لا شيء فخامة الرئيس. سوف أكون شديدة الامتنان إذا سددتم عني ديون البقّال: 300 دولار».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديون البقّال ديون البقّال



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon