توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السر والسبق

  مصر اليوم -

السر والسبق

بقلم - سمير عطا الله

كانت إحدى العمليات الأكثر سرية في تاريخ أميركا. تردد باراك أوباما طويلاً قبل أن يصدر الأمر بتنفيذها: ماذا لو فشلت؟ سوف يفشل عهده كله. وسوف يحدث ما حدث لجيمي كارتر عندما أمر بتلك الحملة الفاشلة لإنقاذ الرهائن بالسفارة الأميركية في طهران.

وإذا فشلت العملية، فكيف سيفسر ذلك للدولة الوحيدة المعنية؛ باكستان: اعتداء فاشل على سيادتها وأراضيها! لكن في المقابل، شعر باراك أوباما بأن القضية تستحق العناء والمغامرة. فإنما هو يطارد بطل «11 / 9»؛ التاريخ الذي نزل على الذاكرة الأميركية مثل هجوم بيرل هاربور، الذي أقحمها في الحرب العالمية الثانية.

تقررت عملية بن لادن بعد بحث طويل، وفي سرية مطلقة. وبدا واضحاً على رئيس أميركا أنه غير قادر على إخفاء توتره، وراح يمضي معظم وقته في الطابق الثاني من البيت الأبيض حيث يلعب الورق.

أحد القلائل الذين اطلعوا على السرّ كان بن رودس، كاتب خطابات أوباما منذ حملته الانتخابية، يوم كان لا يزال في التاسعة والعشرين من العمر. هو أيضاً بدأ يفقد أعصابه خلال تداول الاحتمالات، كما يروي في كتابه «العالم كما هو». لكنه لم يَدرِ أن امتحانه النفسي سوف يكون أشد وأقوى.

ليلة العملية في أبوت آباد، جاءه شقيقه ديفيد من نيويورك لزيارته في واشنطن. أراد أن يكون أول من يعرف النبأ؛ صحيح أنه استقال من إدارة شركة «فوكس» التلفزيونية، لكنه اليوم بالذات، عُيِّن رئيساً لشركة «CBS» الأكثر عراقة واحتراماً في البلاد.

ذهب الشقيقان يؤدّيان رياضة العدو على ضفة «البوتوماك» ويتبادلان الأحاديث. وعندما قال الشقيق الضيف: «بن؛ لا يمكن أن أخفي عليك شيئاً مهما كانت خطورته»، خيِّل إلى بن أن شقيقه على علم بشيء ما، ويريد استدراجه للاعتراف، لإعطائه أهم سبق صحافي يمكنه الحصول عليه في حياته.

لكن لا. لن يخرب على رئيسه العملية التي يعدّها الأهم في حياته السياسية، هو الذي اتهمه خصومه بالليونة حيال الإسلاميين المتشددين. في اليوم التالي جرت عملية بن لادن. وعندما اعترف بن لشقيقه بأنه أخفى عنه الأمر، قال له: «لو أنك خنت قسمك، لما اعتبرتك شقيقي».

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السر والسبق السر والسبق



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon