توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضناً بها

  مصر اليوم -

ضناً بها

بقلم - سمير عطا الله

أثار الإعلامي الشهير عمرو أديب ضجة أخرى عندما أثار في برنامجه حكماً بالحبس ثلاثة أشهر على سيدة فتّشت «موبايل» زوجها. 
وقال عمرو: الزوج هو الذي يرعى الزوجة. بمعنى يكفل حياتها. لديّ في هذه المسألة رأي آخر أحب تسجيله إلى جانب الزملاء والزميلات الذين اعترضوا أو أيّدوا: أنا ضد التسلل إلى خصوصيات الزوج أو الزوجة. ومن حيث المبدأ، الأفضل أن يكون هاتف كلٍّ منهما مفتوحاً للآخر في حال طارئة، أما التسلل في الخفاء دليل عدم ثقة، وقد يهدد سلامة الزواج.

أما عقوبة السجن ثلاثة أشهر فشططٌ قانوني: بأي نفسية سوف تعود هذه السيدة من السجن إلى المنزل الزوجي؟ وإذا كانت أُماً، فكيف سينظر أبناؤها إلى الأب الذي يرسل أمهم إلى السجن لسبب ضئيل مثل هذا السبب؟

أمَا أنه لا يحق للمرأة مثل هذا الخطأ لأن الرجل «يرعاها»، فالقضية في بلدٍ مثل مصر لها وجهان. فالمرأة تكاد تتساوى - على الأقل من حيث المبدأ - مع الرجل في مسألة «الرعاية»، أي الدخل والعمل. وتعد قرينة عمرو، الأستاذة لميس الحديدي، أحد الأمثلة الساطعة على هذا الواقع. وتمتلئ حكومة مصر بالوزيرات، وجامعاتها بالأستاذات، ومستشفياتها بالطبيبات. وتتجاوز مداخيل المرأة في السينما والمسرح والتلفزيون، مداخيل الرجال، أو الذكور.
اللهم إلا دخل الأستاذ أديب الذي سجّل رقماً قياسياً في العالم العربي. ولا تنافسه في هذه المرتبة سوى سيدات. بقدر ما أنا معنيٌّ، وما دام لكل صاحب منبرٍ الحق والحرية، فالملاحظة تنحصر فقط بكلمة «رعاية». فإذا كان الزوج يرعى بحكم طبيعة البشر، فإن المرأة ترعى هي أيضاً بلا حدود: زوجة وأماً وابنة وشقيقة. وكان طبيعياً أن تمر كلمة عمرو أديب من دون اعتراض لو لم يكن يتمتع بمثل هذا الجمهور الكبير. وشعبيته قائمة، بالدرجة الأولى، على مهارة الحوار وإثارة القضايا والوقوف غالباً إلى جانب الشرائح المغلوبة في الوطن العربي.

طبعاً هذا موضوع أُثير ويُثار وسوف يظلُ موضوع جدلٍ في مجتمعاتنا. فكيف يستقيم استخدام مصطلح «الرعاية» عندما تكون سيدة عربية ترأس أكبر وأهم مجموعة اقتصادية مثل «تداول»؟ وإذا أردنا نموذجاً في الطبقات المتوسطة تُطالعنا صورة شرطية تدقق في الجوازات في مطار دبي أو الكويت. دعْك من ذلك المشهد المألوف في حقول مصر وبلدان المغرب العربي، حيث ترى أحياناً المرأة تشقى في الفلاحة والقطاف بلا حدود. ربما من الأنسب لنا، معشر الرجال، أن نستخدم مصطلحات أكثر لطافة في الحديث عن هذا النصف الآخر، الذي هو في الغالب، النصف الأكثر جمالاً والأكثر عطفاً والأكثر صبراً وشقاءً في السهر علينا والرعاية لأبنائنا.

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضناً بها ضناً بها



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon