توقيت القاهرة المحلي 23:50:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقام اللحظة الكبرى

  مصر اليوم -

مقام اللحظة الكبرى

بقلم: سمير عطا الله

يخضع الجيش اللبناني لأوامر السلطة السياسية. وقد أرسلته السلطة إلى الشوارع لتفريق المتظاهرين فتعانق معهم. وبعض الجنود بكى وقد وجد نفسه في مواجهة أهله. وقالت سيدة محجبة متقدمة في السن لضابط شاب ضاحكة «يقبروني عيونك شو حلوين مثل عيون ابني». ورد عليها وهو يتراجع «إنتي مثل أمي».
عرض استثنائي لا مثيل له: الشعب في الخارج والجيش يبتسم له ويبكي. والأحزاب ممنوعة من الظهور. والسياسيون يتساءلون مَن يمكن أن يبقى منهم ليكذب على الناس ويخدعهم ويعلك عليهم حياتهم.
هذا ليس لبنان المستقل، بل لبنان الحر. لبنان لا يحركه أحد مثل الدمى. لبنان يرسل الأمهات صارخات: لا نريد أن يتركنا أبناؤنا إلى الهجرة من أجل أن يعوم أبناؤكم في مستنقعات الفساد.
لم تحتَج السلطة إلى إحصاءات. الوطن برمّته يهتف ضدها برمّتها. لا يمكن تكذيب الشاشات ولا إنكار هذا المهرجان الذي لم يشهد لبنان مثيلاً له. كل يوم مضى على ارتباكها هو دهر في عمرها. لا حلول أخرى سوى التضحية برموز الفشل والفساد وعقم المشاعر. ولا فائدة من إرسال الجلاوزة لتعكير صفاء الانتفاضة وألم الناس.
الفرق بين رجل الدولة ورجل السياسة، أن الأول يتخذ الخطوة الصحيحة، والثاني «يفشّخ». الناس أعلنت في صوت واحد نهاية «التفشيخ». الحكم في كثرة العمل لا في كثرة الرحلات. والحيوية الفارغة مثل الكسل الفارغ.
قال مطران بيروت للأرثوذكس إلياس عودة عندما سُئل عن خطر الفراغ، إن «أي فراغ أفضل من الذي نحن فيه». قال أبراهام لنكولن، إن في إمكانك أن تخدع بعض الشعب لبعض الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الشعب كل الوقت.
على السلطة أن تتخذ خيارها: المحافظة على مكاسبها أم على لبنان. لا مكاسب لأحد إذا ضاع لبنان في حماقة المكابرة الجوفاء. يبث تلفزيون «التيار» الحاكم منذ أسبوع مشاهد الاعتصامات، فترى أن مجموع الناس لا يزيد على مائة. على أي قناة أخرى لا يقل عن مليون في ساعات المساء.
المكابرة والإنكار مضحكان في مثل هذه الحالات الدرامية. على السلطة السياسية أن تكون في مستوى الناس، خصوصاً وهم في أعلى لحظاتهم التاريخية والوطنية والقومية. ساعة الصدق العظيم لا يمكن أن يقابلها إلا ساعة وعي لمعانيها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقام اللحظة الكبرى مقام اللحظة الكبرى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon