توقيت القاهرة المحلي 10:11:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيري أم غابرييل؟

  مصر اليوم -

خيري أم غابرييل

بقلم : سمير عطا الله

   عندما أصدر غابرييل غارسيا ماركيز سيرته الذاتية «عشت لأروي» تناولها النقاد والكتّاب حول العالم من زوايا كثيرة. الروائي المصري خيري شلبي تفرد في البحث عن أوجه الشبه بين الطفولة في مصر والطفولة في أميركا اللاتينية. وعادت به الذاكرة إلى طفولته.

لماذا كان والده يقول عنه إنه «بايظ وحمار»؟ لأنه كان ابنه الوحيد ويخشى عليه من الحاسدين. وكان يردد ذلك فقط أمام الغرباء لأنه يعتبر «أن جميع خلق الله من الحاسدين. ولو حدَّث عن فطنتي وذكائي حتى أمام ناس من أهله، تجعله يقرأ في سرِّه عدية ياسين «وقل أعوذ برب الفلق». ولذا، كان عندما يبهدله أمام الناس، تطيِّب له شقيقته رقية قائلة «أيوة، اكسر العين عنه شوية».

رزق الأب بابنه الوحيد بعد أربع زيجات خلال 50 عاماً. وكانت العائلة تسكن في قرية شباس عمير التي تغمرها تقاليد الريف، وهكذا كان أبناء عمومته ينادونه «يا أبي» وهو بعد في الرابعة من العمر. ومما يرويه الطفل المدلل أنه كان فشاراً واسع المخيلة، يحدث العمال في الجوار أن أهله استضافوا عدداً من الأقرباء ومعهم حميرهم. وقد نام الحمير في الدور الثاني من المنزل. فسأله الجار مصباح ضاحكاً: «والحمير غسلت أيديها بعد الأكل»؟

يقارن شلبي نفسه في سن الرابعة بغابرييل غارسيا ماركيز، الذي يقول إنه عندما كان في تلك السن، كان يضيف من مخيلته أمام الكبار لكي يثير إعجابهم. وكانت له ذاكرة مثل الإسفنج تحفظ كل ما يرويه الكبار أمامه وفي اعتقادهم أنه لا يهم ما يخبرون.

يروي شلبي أن معظم أحاديث الكبار في الأربعينات كانت حول الحرب العالمية «وأن الحاج محمد هتلر قد أشهر إسلامه، ويدعون له بالنصر، لعله يخلصنا من ذل الإنجليز». وبعد قليل سرت أنباء عن وفاة هتلر في ظروف غامضة، فسأل أحد الجيران الوالد أحمد شلبي عن رأيه، فما كان من الطفل خيري إلا أن أجاب في صوت عالٍ: «خلاص. هتلر انتحر ومات».

يعيد خيري شلبي معرفته المبكرة إلى المناخ الذي ولد فيه «فمثلما ينتج الفقر المدقع طفلاً مهلهل الثياب، مهزول البدن، فالاحتلال والحرب ينتجان طفلاً عجوزاً، تنطبع الهموم العامة على نفسه وذاكرته ولسانه. قريتي في ذلك الحين كانت على درجة عالية جداً من الوعي السياسي، نلمسه في خطب المساجد التي لا تكف عن التنديد بالاحتلال وجنوده وأذنابه. وكان الشبان من أعضاء حزب الوفد يجعلون من المصاطب ومن دكاكين البقالة والخياطة منابر سياسية».

يتساءل خيري شلبي: «هل كان (ماركيز) يكتب قصة حياته أم قصة حياتي؟ الشقاء الإنساني في قرية على شاطئ الكاريبي أم في قرية مصرية على فرع من فروع النيل الأسمراني»؟ (وجهات نظر).

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيري أم غابرييل خيري أم غابرييل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon