توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى ذوي القلوب الرقيقة

  مصر اليوم -

إلى ذوي القلوب الرقيقة

بقلم: سمير عطا الله

إساءة استخدام الحرية مثل استخدام الاستعباد. ولكن من يقرر ذلك؟ جهة واحدة: الفرد الذي أعطيها. بغير ذلك تصبح الحرية مجرد قطعة أثاث اهترأت من كثرة الاستعمال، ولم يعد ينفع فيها رتقاً أو صبغاً.
وأنا من المؤمنين جداً بالقول الكريم: «ولا تزر وازرة وزر أخرى». فالإنسان ليس مسؤولاً عن خطأ أو خطيئة أو فظائع سواه. لكن هذا لا يعطيه الحق في الدفاع عنها، أو اعتبارها هبة إلهية ومكرمة بشرية. ويحق للفاعل أن يوكل من يدافع عنه، حياً أو ميتاً، لكن لا يحق له استغفال القوانين والأعراف وبديهيات المفاهيم البشرية للسلوك الإنساني.
الخميس الماضي نشرت السيدة رغد صدام حسين، ابنة حاكم العراق لثلاثة عقود وأرملة والد أبنائها حسين كامل، فيديو عن قتل متظاهر في بغداد وصفته بأنه «اختراق لحقوق الناس وإساءة للإنسانية». وعلى طريقة المخرجين الكبار، اعتذرت سلفاً عن «قساوة المنظر». دائماً يسهى عن ذاكرتي اسم الشاعر اللبناني الذي قال: «قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر... وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر».
هناك محاولات من ورثة صدام حسين لتغيير الصورة التاريخية الراسخة عن حكمه. وهذا أيضاً حق من حقوقهم. لكن العائلة في حاجة إلى مهرة في صناعة الصور. الهواة يمتنعون. حفيدته حرير حسين كامل أصدرت كتاباً عن جدها المتقشف، الذائب حنواً على شعب العراق، الذي يسهر الليالي من أجل أن ينام العراقيون، من دون أن تذكر هامشاً رسمياً بسيطاً وهو أنه كان له 48 قصراً، تدار يومياً على مدى 24 ساعة لكي لا يحزر المتآمرون أين سيقضي الليل. ولما سُئل في ذلك، قال إنها قصور الشعب.
على صعيد الإنسانية التي تتحدث عنها السيدة رغد، الأحكام متروكة للناس. لكن يفزع ألا تصدر عنها كلمة في قتل زوجها، الذي أعطاه والدها الأمان لكي يعود من الأردن بعد خيانته السافرة له. تفسر الآنسة حرير ما حدث لوالدها تفسيراً لا سابق له في التاريخ المدون منذ السومريين: الوالد أعطاه الأمان القانوني، لكن علي حسن المجيد (الكيماوي) استأذن الرئيس بأن يقتله «عشائرياً»، في حضور عدي وقصي، وأفراد العشيرة.
ربما كان المشهد فظيعاً. لكنه لا يخرج عن الإطار العائلي، في حين أن مقتل متظاهر في بغداد مشهد لا يطاق. رقت القلوب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى ذوي القلوب الرقيقة إلى ذوي القلوب الرقيقة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon