توقيت القاهرة المحلي 06:46:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لحظات خوف في أوروبا

  مصر اليوم -

لحظات خوف في أوروبا

بقلم - سمير عطا الله

عن فرنسا مرة أخرى. فالأزمة ما زالت مفتوحة، وأصحاب الصداري الصفر يتوعدون بلادهم بيوم حريق خامس. وهذا شطط يقارب الخيانة. لأن فرنسا مدينة بسبب أحد أهم الأنظمة الاجتماعية في العالم. تتقدمها فقط الدول الإسكندنافية وكندا. ولن يستمر هذا السبق لأن تدفق اللاجئين قلب حياة هذه المجموعة ولم تعد اقتصاداتها قادرة على مواجهة الأعباء الإضافية.
قبل سنوات أصبت بوعكة في باريس دخلت معها الطوارئ. وعندما تقرر تسريحي، سألتني الممرضة: «هل لديك وسائل نقل»؟ للوهلة الأولى، وكمخلوق قادم من عالم كان ثالثاً، قلت في نفسي ما هذا السؤال السخيف، وما شأنها إن كنت أملك سيارة أم لا. وعندما طرحت السؤال على رفاق الطوارئ من أفارقة وآسيويين وبعض الفرنسيين، أدركت أن الهدف من السؤال هو تأمين الانتقال المريح للمتعبين بدل المترو أو البوسطة.
وهذا المريض نفسه - إذا كان مقيماً - لا يدفع ثمن دوائه في الصيدلية. وإذا دفع، فالسعر أرخص من أي مكان لأنه دواء والمريض إنسان. مقابل الفندق في نيويورك صيدلية تدعى «وندسور». كلما خرجت منها أشعر أنني خرجت من كمين. وكلما قمت بزيارة طبيب أشعر أنني تشرفت بلقاء «دراكولا» مصاص الدماء. وعندما حاول باراك أوباما وضع برنامج ضمان عاجل، كان أعتى معارضيه السيد ترمب.
ما من دولة في العالم - بما فيها روسيا السوفياتية - أعطت العامل والطالب الحقوق التي أعطته إياها فرنسا. فلماذا إحراقها؟ للناس والدهماء مطالب وحقوق. لكن ليست كل خياراتها عاقلة أو موائمة. لقد وضع الناخب البريطاني بلاده في أسوأ أزمة منذ الحرب عندما اختار أن يعيد المملكة المتحدة إلى الوراء، إلى ما قبل الوحدة الأوروبية.
التاريخ يعلمنا أنه لا عودة إلى الوراء وإلا اصطدمت بجدار هائل قام في هذه الأثناء. لا تستطيع أمّة القول لقد غيرت رأيي، تعالوا نعيد النظر في كل شيء. العقود وضعت لكي لا تُفسخ، وإلا فالعقوبة قاسية. وها هي المسز ماي تبحث في أوروبا عمن يساعدها على فسخ العقد، عند دعاة الوحدة وحراسها وفلاسفتها. لن تجد الكثير من الحماس لما هو أبغض الحلال. فليس من المنطق أن تعمل من أجل الوحدة نحو 60 عاماً، ثم تقرر أن ترفسها في لحظة واحدة.
الذين وضعوا الوحدة الأوروبية كانوا كبار الخبراء والمفكرين والرائين، ومثل هذا الإنجاز لا يترك أمره للدهماء والبقالين بحجة الحرية في الاختيار. فهذه مسائل تختارها الناس مرة واحدة، لا كل يوم. والدليل هو ما تمر به بريطانيا اليوم. المسز ماي، مثل هذه المفترقات الرهيبة في حاجة إلى المسز ثاتشر... آسفون.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظات خوف في أوروبا لحظات خوف في أوروبا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon