توقيت القاهرة المحلي 01:56:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألوان دافنشي

  مصر اليوم -

ألوان دافنشي

بقلم: سمير عطا الله

هذه هي الطبعة الخامسة عشرة (بالإنجليزية) من كتاب «حكاية اسم جديد»، مؤرّخة 2016، للإيطالية إيلينا فيرانتي. اشتريت الكتاب أخيراً، لأن عيني وقعت عليه وسط توليفة من كتب أخرى عند «البارون» الأرمني، صاحب مكتبة «إنترناشونال»، الذي أعرفه منذ 55 عاماً. وقد عرفت أنني أعرفه منذ 55 عاماً لأنه يوضّب الكتب الآن في أكياس طبع عليها عام الاحتفال. لا أعرف «البارون» إلا بلقب التقدير هذا، أمّا هو، فأعرف إلى أي مدى يعرفني، لأنه يذكّرني بالكتب التي يجب ألّا تفوتني. وإذا ما اخترت الكتاب الخطأ، ينتزعه منّي حاسماً حازماً: «هيدا مش كتاب خرج حضرتكم، إستاذ».
لم أفكّر مرّة في شراء أعمال إيلينا فيرانتي، لأنني أتوجّس من الكتب التي تثار حولها دعاية كبرى. وزاد في حذري أنه اسم مستعار، وأن جزءاً من الصخب سببه اختفاء هذه السيّدة وراء هذا الاسم. هل كان ذلك جزءاً من الحملة الدعائية؟ وإلّا، كيف تكشف فجأة، وبكل لغات العالم، سيدة من نابولي، المدينة البائسة المتداعية تحت جمالها القديم، لمجرّد أنها تكتب قصص الجنوب الإيطالي، البائس هو أيضاً؟ شاهدت مؤلّفات فيرانتي في جميع الواجهات، نيويورك ولندن وتلك المكتبة الباريسية التي تشبه متحفاً إيطالياً من متاحف روما. وتمنّعت عن شرائها، كأنما لعداء شخصي مع إيلينا فيرانتي، مع أن إيلينا فيرانتي، ليست إيلينا فيرانتي. ألا يكفي سبباً للفضول، أنها تحكي قصة المدينة التي من أحيائها الفقيرة خرجت صوفيا لورين، أجمل القامات السينمائية أيام شبابنا؟ كانت صوفيا في صباها أقرب إلى البشاعة وأنفها كبير وتفاصيلها الأخرى بلا تفصيل جذّاب. وذات مرّة، أقيمت مسابقة لانتخاب ملكة جمال في الحارة، فدفعتها أمّها إلى خوضها، بين خوفها وسخرية الجيران. ومثلما يحدث في أساطير الأطفال، بدت صوفيا ساحرة طاغية. ولم تعد تنزل عن المسرح أو الشاشة.
فيما أضع «حكاية اسم جديد» في التوليفة متردّداً، لاحظت أن «البارون لم يعترض». في البيت، بدأت فرز التوليفة بكتاب فيرانتي، الذي تُرجم للمرّة الأولى عام 2013. هذه 6 سنوات أخرى هباءً، في عناد طفولي وشبهة ساذجة. السيدة فيرانتي، التي من نابولي، لا تكتب. تغنّي، تزقزق، تغرّد. تعطي الأدب الروائي ألواناً وأنغاماً ورقّة وعمقاً، لم تحدث من قبل. صحيح أن الإيطاليين غنائيون ولغتهم موسيقية، لكن اللغة هنا أبعد من سحر دانتي. إنها تكتب كما يغنّي بافاروتي، وكما تضحك صوفيا لورين. تكتب لو أنها في مرسم دافنشي الواضح، لا المرمّز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألوان دافنشي ألوان دافنشي



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon