توقيت القاهرة المحلي 23:50:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الموعدان

  مصر اليوم -

الموعدان

بقلم: سمير عطا الله

تسنّى لي خلال هذا العمر أن أحاضر في جامعات كثيرة أو أن أشارك في بعض ندواتها. ومنها، أو أهمّها، جونز هوبكنز وجامعة أوتاوا وجامعة كونكورديا (مونتريال) وجامعة الكويت، بالإضافة إلى الجامعة اللبنانية وجامعة اليسوعية – الحريري. عندما دُعيت إلى إلقاء محاضرة في الجامعة الأميركية منذ أشهر، وكان موعدها اليوم، رأيت في ذلك تحقيق نوع من الحلم الخاص. كان مقرراً أن أتحدث عن «الصحافة في خمسين عاماً»، وهو موضوع بالغ الثراء، كثير المُتع، مليء بالذكريات والمؤانسة.
تمّت الإعدادات عبر الهاتف مع مسؤولة «جامعة الكبار» الأخت أماني زيدان، وبدت الترتيبات في حدّ ذاتها مشوّقة. فقد أُبلغت أن المحاضرة سوف تُفتح للجميع وليس لطلّاب الفرع وحدهم. وأخذتُ أمنّي النفس بالموعد، وتذكّرت يوم وقفت الحشود على الشبابيك لحضور أمسية نزار قباني في الجامعة. وتخيّلت قول أندريه مارلو يصف الجموع في إحدى محاضراته قائلاً: «لقد ناءت بهم أغصان الشجر». طبعاً كنت سأكتفي بل أُسعَد لو امتلأ المدرّج. وعندما سألتني الإدارة إن كنت أريد توجيه الدعوات إلى أشخاص معيّنين، أجبت كالعادة بأنني لا أريد أن ألزم أحداً في مسألة تحمل الطابع الشخصي. حسبنا حساباً لكل شيء، بل أبلغتني الآنسة زيدان أنه تمّ تعليق ملصق يحمل صورة السيد المحاضر، وهو أمر لم يحدث لي من قبل. وقرّرت أن ألتقط لنفسي صورة مع الملصق لكي أرسلها إلى ابنتي وابني في لندن.
بين كل الترتيبات والحسابات، لم يخطر لي ولا للجامعة أن طرقات لبنان سوف تُغلق وساحاته سوف تمتلئ وأن المظاهرات سوف تتّجه نحو القصر الجمهوري في الموعد الذي اخترته بنفسي لإلقاء المحاضرة. اعتقدنا، المنظّمون وأنا بادئ الأمر، أن الاعتصامات لن تطول، وما هي إلا مجموعة مطالب تحققها الدولة على وجه السرعة ويتلقّاها أهل السياسة بأقلّ أو أكبر حدّ من الحكمة. ومع أن المطالب صعب تحقيقها في المدى الفوري، فقد بدت كلّها حقوقاً قديمة مستحقّة، فمن يجرؤ على القول إنه يعارض محاربة الفساد أو السرقة أو النهب، أو يمانع في وقف الهدر المالي وخفض البطالة المؤلمة، والسعي إلى الحدّ من هجرة الشبّان والكفاءات العلمية والطاقات التي تبحث عنها الأوطان على ضوء السراج. إلا أن من يطرح مثل هذا التساؤل الساذج، لا يعرف لبنان ولا سياسييه. لست آسفاً بالتأكيد على المحاضرة، فقد تؤجَّل إلى موعد آخر. وكدت أحزن على إلغاء موعد جميل مع الناس في إطار الجامعة البهي. لكن ما هي أهمّية حلم قديم مقارنة بحلم كل هؤلاء الشبّان بوطن جديد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموعدان الموعدان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon