توقيت القاهرة المحلي 05:16:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عسكري من ذهب... مدني من ماس

  مصر اليوم -

عسكري من ذهب مدني من ماس

بقلم - سمير عطا الله

يدخل العسكري العربي الحكم كي لا يخرج منه حياً. هذا الذهبي القلب والسيرة والسريرة تولى حكم السودان ربيع 1985 وخرج ربيع 1986، بعدما أشرف على انتخابات نزيهة أعادت السلطة إلى الشرعية المدنية ممثلة بالصادق المهدي.
اللواء فؤاد شهاب كان العسكري الآخر الذي ترك رئاسة الجمهورية صباح اليوم الأخير من ولايته. وما عدا ذلك، فقد امتلأ العالم العربي خلال القرن الماضي ثكنات وإذاعات وبلاغات تحمل الرقم واحد. واختلّت الاقتصادات، وهبطت الجامعات، وعلت أسوار السجون، واتشحت البيوت حزناً، وسوار الذهب كان فرح الأمة: عسكري من أعلى طراز، ومدني من أرفع المقامات. عندما خرج من السلطة، لم يتطلع لحظة واحدة خلفه. لم يعد إلى السياسة لأنه، كما كان فريداً في العسكريين، كان فريداً في المدنيين.

بدل السياسة وهبوطها وارتفاعها، انصرف كلياً إلى عالم سوي الرفعة: عمل الخير وخدمة الله تعالى في عباده. ولو قُرّر للتواضع والطيبة والنفوس المطمئنة شعار، لكان اسمه أبهى تعبير عن هذه الباقة من الصفات.
في زمنه، كان الطلاب يدخلون المدرسة الحربية لا ليتعلموا القتال، بل ليستعدوا للقبض على الحكم. وما كان عليهم سوى أن يرفعوا الشعارات المستعملة قبلاً ويقضوا على من سبقهم من رفاق. وعندما تقرأ كيف حاول عبد الكريم قاسم أن يقنع رفيقه عبد السلام عارف في الإبقاء على حياته، ترى نفسك أمام مشهد كئيب، حزين، لا شبيه له في المأساة الإغريقية أو الشكسبيرية. الأكثر فظاعة منه ما فعله قاسم وقاضيه الشهير عباس المهداوي بالعهد السابق.

عبد الرحمن سوار الذهب قال لجعفر النميري، الأفضل لك وللسودان أن تغادر إلى أي مكان ترتاح فيه، لأن خسائر البلد لم تعد تحتمل. ولم يكن لديه أي مانع في أن ينتقل النميري إلى القاهرة، يعيش ضيفاً على حكومة مصر، التي كانت تزدحم يومها باللاجئين السياسيين، وأشهرهم قبله صدام حسين، وبعده الصادق المهدي نفسه.
فقد تناوب سياسيو العالم العربي على السلطة في عواصمهم، وعلى المقاهي في القاهرة. أو في بيروت. أو أحياناً في عمان، التي لحقها نصيب من أفواج المطاردين. على طول وعرض هذه الخريطة، ظلت علامة ذهبية واحدة: لا طاردا ولا مطارداً. لا متآمراً بالبزة العسكرية المثقلة بالأوسمة، ولا بالعِمَّة السودانية. رجل من ذهب، طوالي طوالي، والله عظيم يا زول.

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عسكري من ذهب مدني من ماس عسكري من ذهب مدني من ماس



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon