توقيت القاهرة المحلي 09:08:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بدكم إشعاع؟

  مصر اليوم -

بدكم إشعاع

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

في الخمسينات أقام لبنان علاقات دبلوماسية مع دولة مستقلة حديثاً تدعى باكستان. وبالنسبة إلى بلد فقير مثل لبنان كانت كل دولة جديدة سوقاً جديدة، يصدّر إليها التفاح والحمضيات وسواها.

في تلك الفترة من إقامة العلاقات، كان رئيس الوزراء رجلاً ظريفاً طيباً يتمتع بمحبة الناس يدعى سامي الصلح، ويُعرف بلقب «بابا سامي»، لما اشتهر عنه من مساعدة الفقراء. أقام سامي بك مأدبة عشاء حافلة في مطعم «مهنّا»، تكريماً للسفير الجديد. جلس السفير طبعاً عن يمين المضيف، فيما كان دماغ سامي بك يعمل على خط الصادرات. وبعد قليل قال لضيفه: «سعادة السفير، يخيل إلى أن بلادكم في حاجة إلى تفاح». فأجاب السفير: «دولة الرئيس، تفاحنا من أشهر تفاح العالم».

فسارع سامي بك يقول: «إذن، حمضيات». قال السفير «من أهم زراعاتنا البرتقال».

شعر سامي بك بالخيبة، لكن ليس باليأس. فمضى يقول: «إذن زيتون». فرد السفير: «زيتون كراتشي أشهر من زيتون إيطاليا».

عندها قال سامي بك يائساً: «إشعاع، هل عندكم إشعاع؟». فقال السفير: «ماذا تقصد بالإشعاع»؟ فصاح سامي بك بمساعده: «سجّل عندك، الجماعة بدهم إشعاع».

ذلك كان يومها لقب بيروت في الشرق والغرب: «مدينة الإشعاع والنور».

عدت إليها منذ أيام بعد غياب دام نحو سنة ظلام وعتمة. مدينة حزينة تغبط كراتشي على كهربائها. ومكتبة الحي فيها أربع صحف لبنانية للبيع، ومن كل جريدة أربع نسخ، وغالباً لا يباع منها شيء. و«مكتبة أنطوان» التي تمثل رمز النهم إلى الثقافة، أغلقت فرعاً رئيسياً آخر.

سجّل. بدهم إشعاع. بل بدهم خبز. الجامعات والمدارس نصف إقفال. وقتيلان في منطقة عكار في نزاع على مولد كهربائي. وفي أكبر خزان مائي في الشرق، المياه لا تصل إلى البيوت. والخلافات قائمة بين ذوي النوايا الحسنة حول أحقية توزيع المساعدات، وحول حجمها: كيلوغرامان عدس، أم كيلو واحد يكفي؟
كانت ذات يوم حقاً مدينة إشعاع. وجاء من أطفأها. وفي هذا الظلام الدامس يبحثون عن رئيس للجمهورية. أو ما بقي منها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بدكم إشعاع بدكم إشعاع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon