توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جلال أمين: النقد الكبير

  مصر اليوم -

جلال أمين النقد الكبير

بقلم - سمير عطا الله

كان كمال الملاخ عالم آثار ومثقفاً كبيراً وناظماً الصفحة الأخيرة في «الأهرام» التي صممها مثل قطعة موسيقية. وبالإضافة إلى ابتكاره شخصية مستقلة للصفحة الأخيرة، ابتكر يومها سابقة «د.» بدل «دكتور» كاملة، اختصاراً للحبر والورق. وتصادفت فكرته مع تكاثر حَمَلة الدكتوراه بحيث فقد اللقب قيمته. لكن «دال نقطة» ظلّت نوعاً من تاج على رؤوس المستحقين. ولم يخطر في بالي جلال أمين يوماً، أو تحدثت عنه، أو كتبت عنه، إلا مسبوقاً بمرتبته العلمية ومكانته الفكرية.
ومنذ وفاته لا يزال أهل الفكر والأدب في مصر خارجين إلى رثائه، يعثر كل منهم على ناحية من نواحي فكره وآثاره. ورغم أنه كان جدلياً نموذجياً، فقد أظهر غيابه إجماعاً على أي طبقة من «الدال ألف» كان ينتمي.
كان جلال أمين يعتقد أن كل ما هو بشري وجب نقده إذا لزم. في الفن وفي الشعر وفي السياسة. وكان يؤمن أن الفنان عبقرية أولاً، ورسالة إنسانية ثانياً، ولذا لا أهمية لعبقريته غير مرفقة بالعلو الإنساني. وفي جرأته لم يتردد في إغضاب الجماهير الهائمة بكبار الرموز.
سوف أختار نماذج غير سياسية لئلا يُقال إن لكل رجل هوى لا يعاتب فيه ولا يعاقب عليه: محمد عبد الوهاب وتوفيق الحكيم ومسلسل (وليس السيدة) أم كلثوم ويوسف شاهين. وهذه أسماء غير قابلة للنقد في مصر. وأكثر من يعرف ذلك كان جلال أمين. فهو، كأستاذ للاقتصاد في الجامعة الأميركية، لم يكن يعيش في برج عاجي بعيداً عن الناس، بل كان «بلدي» الهموم والانشغال والمشاعر.
يعرف عنه حبه الشديد لأم كلثوم وتقديره لها وتقديره لهيام الناس بها «... ولكن من المؤكد أيضاً أن أم كلثوم لم تكن من الآلهة، بمعنى استقصائها على أي صورة من صور الضعف الإنساني، بل يكاد المرء أن يقول أيضاً إن كل هذا النجاح وكل هذا المجد، ما كان من الممكن أن يتحققا لو خلت أم كلثوم من بعض أوجه الضعف الخطيرة».
يقول معلقاً على مسلسل «أم كلثوم»: «إني أتفق تماماً مع الرأي القائل بعدم تصغير الكبار ورفض التركيز على أوجه الضعف الكامنة في الشخصيات العظيمة... ولكن من الخطأ والظلم أيضاً محاولة إبراز العظماء وكأنهم آلهة، وتكريس الاعتقاد لدى الناس بأن هؤلاء العظماء صنف متميز تماماً عن بقية البشر، وجودهم معجزة وظهور أمثالهم مستحيل».
إلى اللقاء...

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جلال أمين النقد الكبير جلال أمين النقد الكبير



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon