توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظرية في النقد

  مصر اليوم -

نظرية في النقد

بقلم: سمير عطا الله

البعض ترجم العنوان إلى العربية «في مديح زوجة الأب»، والبعض الآخر «في مديح الخالة». وأما السرد نفسه، ففي الحالتين كان جذاباً مرحاً. تميّز البيروفي - ماريو فارغاس يوسا - عن رعيله في أميركا اللاتينية بتحويل المصاعب إلى مضاحك وسخرية، وملء الحوادث المؤلمة عادة بالسرد المرح. أكثر رواياته مرحاً هي «يوميات السيد ريغوبيرتو»؛ يعمل الدون ريغوبيرتو محامياً ناجحاً في شركة تأمين، ويعيش حياته، مثل مهنته، على سطح الأشياء. لكن ثمة موقفاً في حياته يتميز بالعمق.
في منزل الدون ريغوبيرتو مكتبة تضم أربعة آلاف كتاب. وكلما اشترى كتاباً جديداً، رمى في المهملات كتاباً من الرفوف، بحيث لا يتغير الرقم أبداً. لماذا؟ لأن الدون ريغوبيرتو كان يحلم لو أنه أصبح ناقداً أدبياً، بدل هذا الملل الرتيب في بوالص التأمين. وتعويضاً عن ذلك، قرر أن يمارس النقد بنفسه، وعلى نفسه: يرمي كل كتاب تافه لكيلا يقع في يد أحد.
ألتقي الدون ريغوبيرتو في مكتبات كثيرة حول العالم. أقول له: كم كنت على حق يوم رميتَ هذا الكتاب الذي أشتريته أنا أمس. لقد خدعني عنوانه، يا عزيزي، وغشني الفهرس، وتآمر عليّ بعض النقد. ودعني أقل لك، مهما كان ذلك تفصيلاً رخيصاً وغير ضروري: ثمن الكتاب التافه هو أقل المؤلمات في هذه الخيبات والمقالب الساقطة؛ المسألة كلها في الخديعة. هنا يتشارك مهرهر الكلام وطابعه وناشره وموزعه وبائعه، وأقاربهم وأبناء عمومتهم وأنسباؤهم، في الوطن والمهجر.
ونصيحتي لك، لا تشترِ كتاباً ملفوفاً بالسيلوفان. أولاً، السيلوفان عدو للبيئة، مثل أبيه البلاستيك وأمه النايلون، ومن الأخير أغنية العزيزة شريفة فاضل «العتبة قزاز، والسلم نايلو في نايلو». وهو، كما ترى، تدليل للنايلون على أشكاله، كما في تدليل وجع الأطفال في أغنية «بوس الواوا، خللي الواوا يسح (يصح)». وهناك كتب وكليبات ومسلسلات كثيرة أخرى لا يجوز ذكرها في الصحف التي تقرأها جميع العائلة. لذلك، اكتفى دون ريغوبيرتو من النقد بالفضيحة لنفسه: أربعة آلاف كتاب تغيرت أربعة آلاف مرة من دون أن يلحظ أحد الفرق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية في النقد نظرية في النقد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon