توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القمر في الخمسين

  مصر اليوم -

القمر في الخمسين

بقلم: سمير عطا الله

العام 1901 أصدر الكاتب البريطاني جورج ولز كتابه «أول رجلين يهبطان على القمر». كان ولز ابن بريطاني بسيط، يعمل في الحدائق، وأمه تخدم في المنازل. لكنه ولد بمخيلة جعلته يُعرف بأبي الخيال العلمي. العام 1969 نزل الأميركيون فعلاً على القمر فوجده الرائدان أرمسترونغ والدرن كثير الشبه بالقمر الذي وصفه رائدا ولز، العالم كافور والمغامر بدفورد.
كان على المغامر النشيط بدفورد أن يؤلف مسرحية ناجحة كي يجمع تكاليف الرحلة إلى القمر، أما تكاليف العربة أبوللو 11 فكانت أبعد من خياله بكثير. الآن، بعد 50 عاماً، ماذا أفادت الإنسانية من السباق المحموم إلى الفضاء والكواكب؟
قد يكون الجواب أن الإفادة المباشرة لا شيء. مجرد عرض مثير على سطح القمر. وحدث علمي لا يزال كثيرون يشككون فيه: خدعة سينمائية صورت على الأرض من أجل تهزئة الاتحاد السوفياتي وجعله يتكبد المزيد من الهدر في سباق التسلح. لكن الجواب الآخر أن الفوائد العلمية لا حصر لها. كلها حدثت في الطريق إلى القمر، ومن ثم، إلى الكواكب الأخرى. والسباق في الفضاء جعل الأرض مشغلاً تكنولوجياً لا تتخيله مخيلة. مسكين البريطاني ولز، والفرنسي جول فرن، والأندلسي عباس بن فرناس. ولكنهم أصحاب الفكرة. هم الذين وضعوا الخريطة. بل إن ولز وضع «آلة تعبر الزمان». وظل يتخيل ويثري إلى أن نسي تماماً منزل الفقر والعوز في «بروملي»، وانتقل إلى حياة الأثرياء في «ريجنت بارك».
العلم دنيا مفتوحة. ونحن أبعد الشعوب عنه. وقد نوقشت في أصيلة أخيراً – مرة جديدة – مسألة تعريب المصطلحات العلمية. هذه ليست قضية قومية. علينا أن نناقش أولا مدى حضورنا في العلوم. لقد مضى زمن على عبقريات ابن سينا. وأصبحنا نسبياً، خارج كل شيء حتى النقل. وماذا يفيد تعريب الألفاظ في زمن يحتفي العالم بمرور نصف قرن على رحلة القمر؟ لقد كان دورنا في ذلك التشكيك في الذي حدث. كذلك، سارعنا، أحياناً، إلى الاحتفال «باكتشافات» عجائبية تبين أنها ليست أكثر من خرافات مضحكة ومهازل معيبة.
الخلاف ليس على تقريب اللفظ، بل على تعريب العلوم. هذا هو الصراع والسباق اليوم. وتلك هي الثروات الكبرى. صراع الحضارات ليس في المبارزات، ولا في المسابقات الخطابية. ولا يهم إطلاقاً بأي لغة تسمى الأدوية المنقذة للبشر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القمر في الخمسين القمر في الخمسين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon