توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فاصلة بعد الواو

  مصر اليوم -

فاصلة بعد الواو

بقلم: سمير عطا الله

المشكلة في الحركات القومية ليست في دعوتها إلى تحقيق نفسها، بل في إصرارها على إلغاء الآخر. ولذلك، كانت مثل الأديان والمذاهب؛ السبب الأهم في الحروب الأهلية، أو الإقليمية، أو العالمية، خصوصاً في أوروبا وفي الولايات المتحدة؛ أي حيث تقاتل الكاثوليك ضد البروتستانت، أو الشمال ضد الجنوب، أو اليسار ضد اليمين كما في إسبانيا.
القومية الألمانية تسببت في الحرب العالمية الأولى، وأشعلت الحرب العالمية الثانية. بدأ هتلر في «الدفاع» عن ألمان تشيكوسلوفاكيا، وانتهى باحتلال فرنسا، وإحراق مدن روسيا، متحالفاً مع قوميات أكثر جموحاً مثل اليابان وإيطاليا الفاشية.
بعد فوز بوريس جونسون بزعامة بريطانيا رافعاً شعار «الخروج من أوروبا»، قفزت الموجة القومية خطوة أخرى في مجهول العالم. بعد أميركا ترمب، وروسيا بوتين، وفوز القوميين الساحق في البرازيل وإيطاليا واليونان والمجر والنمسا... وغيرها، تبدو الخريطة القومية الإلغائية، الأكثر اتساعاً في العالم، منذ عشية الحرب العالمية الثانية.
صحيح أن نظاماً مثل بريطانيا لا يمكن أن يسمح بالتحول نحو الفاشية، أو العودة إلى العسكريتاريا، لكن ذلك لا يمنع ظواهر القلق. فالمستر ريس - موغ، الذي كلفه بوريس جونسون مهمة العلاقة مع مجلس العموم، أصدر في أول قرار له، التعليمات بالعودة إلى «المقاييس الإمبراطورية غير العشرية»، وطلب إلغاء بعض الكلمات الدارجة والعودة إلى تعابير القرن التاسع عشر. وقد يقال إنها مسألة بسيطة صادرة عن سياسي متفذلك. لا. إنها عنوان، ولو صغيراً أو مضحكاً، لم يكن ممكناً ظهوره بالأمس. المستر ريس - موغ اكتشف، عام 2019، أن مثل هذه المضحكات، لن تسجل في المناخ السياسي الحالي، في باب ثقل الدم.
عندما تسود الاستعلاءات القومية، يصبح كل شيء ممكناً؛ أن يكون حق إلهان عمر في الرد مثل حق دونالد ترمب. وأن يكون حق الصحف البريطانية كاملاً في وضع الفاصلة بعد حرف العطف، بعكس ما أمر المستر ريس - موغ، وقواعد مدرّسة الرابع ابتدائي.
تقوم الحركات الفاشية في معظمها على المظاهر البالية. وتصبح نظافة الحذاء أكثر جوهرية من نظافة الضمير واليد واللسان. ولا تعود اللغة في عبقرية الفكر، أو القول، بل في الفاصلة بعد واو العطف. شكسبير ينتحب، رامياً النقاط والفواصل في عرض نهر الإفون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاصلة بعد الواو فاصلة بعد الواو



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon