توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان: فلاح.. نجار.. منجد.. و...

  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان فلاح نجار منجد و

بقلم - سمير عطا الله

في حلقة أمس، تحدثنا عن حقيبة اليد التي لم تكن تفارق مارغريت ثاتشر، ولم نقل ماذا كانت تحمل فيها. حسناً. معظم الوقت كانت فيها أقوال من إبراهام لنكولن. ابحث في«غوغل» تحت سؤال: مَن أعظم رؤساء أميركا؟ كان لنكولن.

الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة كان الأكثر إنسانية وأخلاقية: في عز تجارة العبيد وذروة هذه الخساسة البشرية، قرر أنه لكل ظلم نهاية، ولو أدّى ذلك إلى حرب أهلية في البلاد. فالمسألة تستحق ذلك.

وُلد لنكولن (1806) في مزرعة يملكها والده في ولاية كنتاكي. وظل مزارعاً يحرث الأرض ويرعى المواشي حتى الحادية والعشرين من العمر. لكنه كان يقرأ كل ما وقعت عليه يده، ثم راح يدرس القانون على نفسه ليصبح من أنجح المحامين، وخاض معركة النيابة، ففاز. وقاد حركة التجدد في الحزب الجمهوري، وفي عام 1860 انتُخب رئيساً رغم المعارضة الشرسة لسياسته الداعية إلى إلغاء العبودية، يوم كان جزء كبير من الاقتصاد الأميركي (والعالمي) قائماً عليها.

استغل لنكولن براعته الخطابية في الدفاع عن قضاياه. وتحولت الكلمة التي ألقاها في مدينة غيتسبيرغ إلى دستور داخل الدستور. ولا يزال رؤساء أميركا وزعماء العالم يعودون إليها كلما تحدثوا عن القومية والمساواة والحرية والديمقراطية. وُلد أعظم رؤساء أميركا في كوخ خشبي من غرفة واحدة، وترحّل مع عائلته مزارعاً في الأرياف، يساعد والده في الفلاحة وفي أعمال أخرى كالتنجيد، والنجارة، وكان جيران أهله يشكون من كسله وحبه للقراءة والكتابة بدل الحقول. وإلى ذلك عُرف عنه قوته الجسدية وحبه للمصارعة.

لم تساعده تلك القوة في رد الرصاص الذي أطلقه عليه قاتل يدعى جون ويلكس بوث وهو يحضر إحدى المسرحيات، فيما كانت الحرب الأهلية في أواخرها. كان بوث ممثلاً معروفاً ورجلاً بلا أخلاق، مثل السفهاء الذين اغتالوا أولئك الذين في سلم العالم: المهاتما غاندي، جون كيندي، أنديرا غاندي، بنازير بوتو، مارتن لوثر كينغ، وأنور السادات.

أعطى ذلك المزارع، الذي أمضى في الدراسة الرسمية ما مجموعه 12 شهراً، أعطى تاريخ الولايات المتحدة برمّته بعداً آخر. ولو عاش، لاعتبر أن أهم إطراء تلقاه هو أن مارغريت ثاتشر تحمل أقواله في حقيبتها، لأنها لا تدري متى تحتاج إليها في مواجهة خصم أو دعم حليف. وقد اختلف الناس عبر التاريخ وفي أنحاء العالم، حول أسلوب وأخلاق وسلوك والنتائج التي تركها دعاة الحريات والتحرر، من الثورة الفرنسية إلى الثورة الروسية، لكن أحداً لم يناقض مكانة لنكولن في التاريخ الإنساني. تنافس الرؤساء الأميركيون حول من هو «الأهم»، من جورج واشنطن، إلى دوايت آيزنهاور. أما مرتبة «الأعظم» فبقيت للنكولن.

إلى اللقاء...

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والإنسان فلاح نجار منجد و الزعيم والإنسان فلاح نجار منجد و



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon