توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجناح المائل

  مصر اليوم -

الجناح المائل

بقلم: سمير عطا الله

عندما انضم الدكتور زكي نجيب محمود إلى كلية الفلسفة في جامعة فؤاد الأول (القاهرة لاحقاً) أوكل إليه تدريس مادة علم المنطق. ولم يخف عليه («قصة عقل» - دار الشروق) أن زملاءه دفعوا بهذه المادة الجافة إلى القادم الجديد، لأن حماسه أشد وطاقته أقوى.
المنطق، بالنسبة إليه، كان العقل المطلق، لكن القاهرة خارج الجامعة كانت غارقة في نقاشات ومجادلات لا يمكن ضمها إلى سياقات المنطق وأحكام العقل. كان هذا عام 1947. يوم مصر تتألق في فكر طه حسين ولطفي السيد والشيخ محمد عبده. ثم نجد أستاذ المنطق بعد ثلاثين عاماً، أي سنة 1977، يشهد في القاهرة جدلاً أدبياً لا يهدأ: هل إذا سقطت الذبابة في الطعام، تؤكل أم ترمى؟ مفكر يقول، ترمى، ومفكر آخر يقول إنها إذا سقطت بجناح واحد وجب غمرها بجناحيها، لأن الفائدة في واحد منهما. ومفكر ثالث يقضي بأن تؤكل لأنه ليس من الممكن تحديد مواضع الفائدة في جسمها.
أتخيل الأستاذ العائد من جامعة لندن يشغل محركات المنطق لكي يتوصل إلى نتيجة حول الذباب والطعام. أما هو، فيضرب رأسه في الجدار مستسلماً، يائساً، قائلاً، إذا كان هذا يجري العام 1977 فكيف كان الأمر 1887 أو 1877 أو 1777 أو السنة صفر؟
لا ندري. لكنه في أحيان كثيرة كان أفضل. أو أعقل. والعقل على طريقة زكي نجيب محمود، ليس سهلاً دائماً، مهما بسّطه لنا.
لا يعترض زكي نجيب محمود على الذين غرقوا في شرح فوائد الذباب بعدما يكون قد «تبّل» نفسه، بل على المطبوعات التي تنشر، أسبوعاً بعد آخر، هذا النوع من «الأبحاث».
لم تدم موجة زكي نجيب محمود طويلاً. ولا ما قبلها. وخلا جيل ما بعده من الفلاسفة والعلماء والمفكرين، إلا أقلهم. لقد قمع كل نور وهو بعد في سراجه. ولم يعد التنوير قضية وفاء من طفايات الظلام. ولكن هناك سرب من الشجعان والفارسات، خصوصاً في مصر، يقاوم كل يوم صخور التحجر، وهم ليسوا أقل فكراً وعلماً من صاحب «قصة عقل». وأخشى إن أنا سميت بعضهم أن أنسى أكثرهم. لكنهم يعطونني كل يوم أملاً جديداً بأننا سوف نذهب إلى المختبرات للبحث عن علومنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجناح المائل الجناح المائل



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon