توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«قطار الألب»

  مصر اليوم -

«قطار الألب»

بقلم: سمير عطا الله

كان ذلك قبل الزواج، أي لا بد قبل سن التاسعة والعشرين، وبالتالي، قبل نصف قرن. وكنت في «الهوى والشباب والأمل المنشود ملء يديا»، على ما غنّى عبد الوهاب. قمت بزيارة إلى مدينة كومو وبحيرتها، وسألت صديقاً لي يقيم في النواحي عن المقهى المثالي الذي يتعرف فيه غرباء الديار إلى صبايا الدار. وقال متهكماً إنني جاهل في تطور العادات في القارة الأوروبية. فالفرصة النموذجية في هذه الحالات لم تعد المقاهي والمطاعم. ونصح، بلهجة يوسف بك وهبي، رحمه الله: «عليك بقطار الألب. جولة رائعة في الجبال والتلال وحبس الأنفاس. وهو مليء دائماً بالسائحات من أنحاء العالم. فاعتمد وتوكل. ولا تنس قول الشاعر: كل غريب للغريب نسيب». وأضاف مفاخراً في خبرته في أعالي الألب: «لا شيء مضموناً في صيد المقاهي. فالطريدة قد تلقي التحية وتشرب فنجان القهوة، ثم تمضي. أما في (فاكونة) (قاطرة) الألب، فالسلام على روح طارق بن زياد، الجبال من أمامكم والأودية من ورائكم، وإلى أين المفر؟».
وفي صباح اليوم التالي فعلت ما فعله طرفة بن العبد: «إذا القوم قالوا مَن فتى؟ خلتُ أنني عُنيتُ فلم أكسل ولم أتبلدِ».
هلم يا فتى إلى قطار الألب، فالصبايا في الانتظار. خبب بنا القطار خبباً خبباً. أبطأ وأسرع، عرج وتلوى وصفر في وجه الطبيعة الساحرة. وكان غريب الديار قد ارتكب خطأ استراتيجياً مريعاً. جلس في مقدمة الحافلة ظناً أن كذلك يسهل الانتقاء واستعراض الطرائد في مساكن النسور.
منذ الدقيقة الأولى بدأت دليلتنا في سرد أخبار ما نشاهد. ثم شعرتُ أنها بدأت تفقد حماسها حتى كادت تسكت وتتركنا لصمت الجبال. وسألتها في شبه همس: ماذا حدث؟ فقالت غاضبة: انظر خلفك تعرف ما حدث. ونظرت خلفي فإذا جميع السائحات قد غلبهن الكرى. وأعدت النظر، فلاحظت أن جميعهنَّ من ذوات الأعمار اللواتي يغلب عليهن النعاس عند الضحى. وشكرت صديق النواحي في نفسي على نصيحته وخبرته.
احتفالاً بمرور 50 عاماً على زواجنا، حلمت أن أهدي زوجتي رحلة إلى جبال الألب. ولم يختر الفتى رحلة الضحى، بل رحلة بعد الظهر، لأنه لم يعد يصحو باكراً حتى إلى رحلات قطار الألب. وهو أيضاً يأخذ قيلولة في الضحى. وقد أيقظتني زوجتي من الحلم: «إنك تشخر وتصفر مثل قطار الألب»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«قطار الألب» «قطار الألب»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon