توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فخامة الرئيس XXX

  مصر اليوم -

فخامة الرئيس xxx

بقلم : سمير عطا الله

  بدأ شارل حلو حياته المهنية صحافياً باللغة الفرنسية في حلب، ثم عاد إلى بيروت كاتباً في صحيفة «لوجور». ومن الصحافة انتقل إلى الوزارة، فحمل أكثر من حقيبة، لكنه لم يخض معركة نيابية ولم يكن خلفه حزب أو تكتل. العام 1964 أراد الجنرال فؤاد شهاب أن يخلفه في رئاسة الجمهورية رجل ضعيف ومطواع، فلم يجد من يتمتع بهذه المواصفات أفضل من شارل حلو.

لكن شارل حلو الضعيف، كان أيضاً شارل حلو الداهية والبالغ الثقافة والذكاء، وخصوصاً الماكر في غابة سياسية، غارقة في الوحول والتحولات. وبعد قليل من وصوله إلى الرئاسة، فوجئ فؤاد شهاب وحزبه بأن الرجل الضعيف صلب، عنيد، ولا يلين.

دب الخلاف بين الفريقين فيما راح لبنان يمر بأول أزماته الكبرى قبيل الدخول في الحرب الأهلية. وتطلع شارل حلو حوله، فرأى نفسه معزولاً، تغرقه الإشاعات والحملات. فإلى من يلجأ في توضيح المسائل وتصحيح الافتراء؟ تذكر شارل حلو الصحافي، ولم يتردد لحظة في العودة إليه.

يروي ابن شقيقته، المحامي جو خوري الحلو في كتاب حديث «شارل حلو واتفاق القاهرة» (دار سائر المشرق)، أن الرئيس راح يكتب الافتتاحيات في صحيفة «الأوريان لوجور» بتوقيع مستعار هو XXX. إلا أنه ترك القارئ يحزر في الوقت نفسه أن الكاتب هو رئيس الجمهورية.

بعد خروجه من الرئاسة انصرف حلو، الذي لم يرزق عقباً، إلى الحياة في الكبيرتين: عزلته ومكتبته. ولم يبهرني في حياتي مشهد مكتبة خاصة مثل مكتبته، التي تبرع بها، بعد وفاته، لجامعته. لا يخرج الصحافي من هذه المهنة الممتعة حتى لو أصبح رئيساً للدولة. وهكذا، عاد شارل حلو إلى كتابة زاوية يومية في «الأوريان لوجور» التي بدأ فيها حياته صحافياً شاباً. لكن الآن لم يعد يسهر وراء مكتب الأخبار حتى الفجر، بل يرسل مقالته القصيرة مع السائق، مقالة منحوتة، مكثفة، موشاة، ومليئة بخبرة الحكم ومرارته.

على غلاف الكتاب صورة أمام الإليزيه للرئيس حلو وزوجته مع شارل ديغول ورئيس وزرائه جورج بومبيدو وزوجتيهما. يقال إن الاثنين، لم يتأثرا برئيس دولة أجنبية، كما باللقاءات مع شارل حلو. وما أسهل أن يصدق المرء هذا القول. لقد كان جبلاً من ثقافة وفكر، وبحراً من اللمحات.

نقلاً عن الشرق الآوسط
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فخامة الرئيس xxx فخامة الرئيس xxx



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon