توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آية الجسد: شبكة من الأسلاك

  مصر اليوم -

آية الجسد شبكة من الأسلاك

بقلم: سمير عطا الله

هذه هي الحلقة الأخيرة من الصورة التي يرسمها بيل برايسون للدماغ البشري: «يمكن القول إننا لم نكتسب بعد كمّاً هائلاً من المعلومات وإننا قد لا نكتسب أبداً الكثير منها. ويمكن القول أيضاً إنّ ما نعلمه، لا يقلّ عظمة عمّا لا نعلمه. ويتّضح ذلك بمجرّد أخذنا بعين الاعتبار لما نراه، بل لما يقول لنا دماغنا إننا نراه». تصنّف الذاكرة بطرق عدّة، إلّا أنّ التصنيفات الأكثر اتّباعاً فهي الطويلة الأمد، والقصيرة الأمد والعاملة (من حيث المدّة)، والإجرائية، والمفاهمية، والدلالية، والتوضيحية، والضمنية، والحسّية، وتلك الخاصّة بالسيرة الذاتية، (من حيث النوع). لكن الذاكرة بجوهرها تتمثّل بشكلين أساسيين: الذاكرتان التوضيحية والإجرائية. فالأولى هي التي يمكن التعبير عنها بالمصطلحات اللفظية كأسماء العواصم، وتاريخ ولادتك، وكيفيّة تهجئة كلمة معقّدة. أمّا الثانية فهي تصف الأشياء التي تفهمها ولا تستطيع أن تعبّر عنها لفظيّاً ككيفية السباحة، وقيادة السيّارة، وتحديد الألوان. والذاكرة العاملة هي التي تجتمع فيها الذاكرتان الطويلة والقصيرة الأمد. لنفترض أنّك أمام معادلة في الرياضيات، إنها تتعلّق بالذاكرة القصيرة الأمد فلست بحاجة لتتذكّرها بعد أشهر، إلا أنّ المهارات لحلّها، محفوظة في الذاكرة الطويلة الأمد.
يحتاج الدماغ إلى فترة طويلة ليكتمل تكوينه. فشبكة الأسلاك في دماغ المراهق اكتملت بنسبة 80 في المائة. ورغم حصول أغلبية نموّ الدماغ في السنتين الأولى والثانية ليكتمل بنسبة 95 في المائة بحلول العام العاشر، لا يكتمل الاشتباك العصبي إلا في منتصف العشرينات. إذن، سنوات المراهقة تستمرّ حتى في سنّ البلوغ. وفي هذه الفترة، يتّسم سلوك الشخص بطابع أكثر عفوية وأقلّ تأمّلاً من الأكبر منه. واعتبرت الأستاذة في علم الأعصاب فرانسيس إي جونسون في حديث لمجلة هارفارد عام 2008 أنّ «دماغ المراهق ليس مجرّد دماغ شخص بالغ قطع مسافة أصغر». هو نوع آخر من الأدمغة.
وتشكّل النواة المتّكئة منطقة تقع في الدماغ الأمامية، وترتبط بالشعور بالمتعة وتنمو بشكل متكامل في سنّ المراهقة حيث يبلغ الجسم ذروة إنتاجه الدوبامين التي تشكّل الناقل العصبي للشعور بالمتعة. إذن، السعي وراء المتعة يشكّل خطراً حقيقياً على المراهقين. فالسبب الأوّل للوفيات لديهم هو حوادث السير. والسبب الأوّل لحوادث السير هو ببساطة، الوجود مع مراهقين آخرين. مثلاً، عندما يوجد أكثر من مراهق في السيارة، يتضاعف خطر الوقوع في حادث سير بنسبة 400 في المائة.
رغم كلّ روائعه، يبقى الدماغ عضواً غير معبّر للغاية. فالقلب ينبض، والرئتان تتنفّسان، والأمعاء تقرقر بصمت، أمّا الدماغ فلا يفشِ شيئاً، وهيكليّته لا توحي ظاهريّاً أنّه أداة للتفكير الراقي. وقد عبّر عن ذلك الأستاذ المدرّس في جامعة بيركلي، جون سورل قائلاً: «إذا كنت تصمم أداة تضخّ الدم، قد تأتي بشيء يشبه القلب، ولكن إذا كنت تصمم آلة تنتج الوعي، فمَن قد يفكّر في مائة مليار خليّة عصبية؟».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آية الجسد شبكة من الأسلاك آية الجسد شبكة من الأسلاك



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon