توقيت القاهرة المحلي 06:29:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا سياسة... رجاءً

  مصر اليوم -

لا سياسة رجاءً

بقلم - سمير عطا الله

«لستُ شخصاً سياسياً بحيث أصدر الأحكام»! والسيدة التي تكتب هذا الكلام هي ميشيل أوباما؛ الأميركية الأولى لثماني سنوات، أول أفرو - أميركية في البيت الأبيض، زوجة الرجل الذي لم يتردد لحظة في أن يحلم بالرئاسة في أكبر دول «الرجل الأبيض»؛ هو ابن مسلم من قبائل كينيا.
إذن؛ بالدرجة الأولى، ميشيل أوباما ليست سيدة أميركا الأولى؛ بل سيدة باراك حسين أوباما، الأولى... زميلته في المحاماة، وخريجة هارفارد وبرنستون في الحقوق، وقادمة من عائلة أكثر تواضعاً من عائلة زوجها. ومع ذلك، ها هي تقول إنها لا تفقه في السياسة.
إنها تفقه الكثير في الشجاعة. وعنوان كتابها، «الصيرورة»، يعبّر عن طباع المرأة التي لا تزال تخوض معارك اللون وحقوق المرأة وهموم الضعفاء. ولذلك، وجدت في دونالد ترمب خصمها الأول. وكانت لا تزال في البيت الأبيض عندما أعلن المرشح الجمهوري موقفه من السود والنساء والمهاجرين. وعندما جمعت طاقم الموظفين التابعين لها، وكلهم من الأقليات، يوم الوداع في البيت الأبيض، «انفجروا جميعاً بالبكاء، شعوراً منهم بالهشاشة والضعف».
لم أقرأ من كتاب المسز أوباما سوى ما نُشر من فصول ترويجية. لكن سيرتها معلومة للعامة، وإن كانت ستضيف لها تفسير مشاعرها وأهمية يومياتها، كامرأة سمراء نشأت في بيت متواضع في شيكاغو، حيث التقت زميلها باراك في أشهر مكاتب المحاماة بالمدينة.
كان من الصعب على ميلانيا ترمب أن تملأ الهالة النخبوية التي تركتها ميشيل أوباما، فلا يجمع بين المحامية والعارضة السابقة سوى ملامح الجمال، كل بلونها. ولعل ميلانيا أجمل زوجة دخلت البيت الأبيض، لكن ليس الجمال ما كانت تباهي به زوجات الرؤساء، وإنما مدى الانتماء إلى العمل الاجتماعي، وحتى السياسي. ولم تُشوَّه صورة ريتشارد نيكسون التاريخية بسبب فضيحة «ووترغيت» بقدر ما شُوِّهت بعد وفاته عندما تسرَّب أنه كان يضرب زوجته في ساعات الغضب.
ويتعلق الأميركيون كثيراً بالصورة العائلية لزعمائهم. ومن الصعب الفصل في الأذهان بين الرئيس وزوجته في الحياة العامة. وهذه مسألة ثانوية في فرنسا، أو أي بلد آخر. فالرئيس السابق فرنسوا هولاند دخل الإليزيه وهو أب عازب، وخاضت أم أبنائه معركة الرئاسة وهي أم عزباء.
سوف تقرأ أميركا قصة ميشيل أوباما كما قرأت قصة باراك أوباما من قبل: حكاية الأميركي العادي الذي يمكِّنه سعيه من أن «يصير» أميركياً استثنائياً. ولن تعبُر ميشيل أوباما العتبة إلى العمل السياسي الذي لا تحترمه كثيراً. ولن تخوض «معركة الرئاسة أبداً على الإطلاق». لكن معركتها ضد ترمب لن تهدأ.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا سياسة رجاءً لا سياسة رجاءً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon