توقيت القاهرة المحلي 09:45:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مئوية الريفي الأسمر

  مصر اليوم -

مئوية الريفي الأسمر

بقلم - سمير عطا الله

كانت حياة محمد أنور السادات سلسلة من الانتصارات. أولاً، على النفس. ثانياً، على النشأة البسيطة. ثالثاً، على السجن. رابعاً، على رفاق الثورة جميعاً: كلهم سقطوا وظل واقفاً إلى جانب زعيمها.
هُزم محمد أنور السادات يوم حلّ محل عبد الناصر. لم يتقبل الناصريون والقوميون العرب أن يحل محل عبد الناصر أحد. ولا يزالون. حتى العبور العسكري العظيم قيل إن خطته وضعت أيام عبد الناصر. حتى نوبل التي أعطيها، لا يشار إليها عندما تُحصى جوائز مصر. وعندما صبّ أمين الناصرية غضبه عليه، أشار إلى بشرته السمراء، بمعنى الهزء.
تحتفل مصر اليوم بمئوية ابن ميت أبو الكوم الذي لم يكن يعرف الراحة الحقيقية إلا يوم يرتدي الجلابية في قريته. كل البذلات الأخرى كانت زينة المنصب وضرورة المسرح السياسي الذي صار نجمه الأول، بعدما أخفق طويلاً في اعتلاء المسرح الفني. ظل دائماً «داهية» كما وصفه نجيب محفوظ، وابن بلد. وإذ تستعيد مصر سنوات الريفي الحاذق، ما بين النقد والندم والمدائح، تبقى منقسمة حول صفحات تاريخية تميزت حقاً أو خطأ، بشجاعة رجل بدأ حياته السياسية بالمشاركة في عملية اغتيال، وانتهى معرضاً صدره، دون خوف، لقتلة يخرجون من الصفوف في ذكرى 6 أكتوبر. يوم انتصاره وفخره ودخوله التاريخ، عاكساً كل الأقاويل، ضاحكاً من الذين ضحكوا منه، وفي داخله كان منتقماً، من صورة الهزيمة.
«وأولاده» عبروا وعادوا وفتحوا الطريق لسيناء كي تعود. لكن ليس هذا ما كان يحلم به المصريون. كانوا يريدون حرباً أخرى تعود بها سيناء وتنسيهم تلك اللحظات الموجعة في سماء سيناء وعلى أرضها. الدبلوماسية لم تكن انتصاراً في الذاكرة العربية المجروحة. والذي هُزم لم يكن مجرد رئيس آخر، بل زعيم الأمة وبطل 23 يوليو و«العملاق الأسمر».
فلما حقق الأسمر الآخر الانتصار، لم يطق أشهر صحافيي العرب هذا المشهد. وظل يطارد خليفة عبد الناصر إلى أن اتهمه بأنه دس السم له في فنجان قهوة. وغاب هيكل قبل أن يظهر على شاشة «روسيا اليوم» أخيراً الطبيب السوفياتي الذي أشرف على علاج عبد الناصر فترة طويلة. بالنسبة إلى أهم طبيب روسي، وفاة عبد الناصر كانت نتيجة مرض طويل لم يتمكنوا من معالجته. فنجان القهوة.. قراءة في فنجان.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مئوية الريفي الأسمر مئوية الريفي الأسمر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon