توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قنبيط أم بنفسج؟

  مصر اليوم -

قنبيط أم بنفسج

بقلم: سمير عطا الله

هم أساتذتنا وعلماؤنا ولا شك أنهم على حق. ولست أجادل فيما قرروا، وإنما هو مجرد رأي وجداني. أشرت من قبل إلى أن مصر بدّلت وزارة المعارف بوزارة الثقافة. والمعرفة أهم لأنها لا نهاية ولا حدود لجذورها وجذوعها. المصطلح الآخر كان إبدال وزارة الحقانية بوزارة العدل، وهو المصطلح الأكثر شيوعاً واعتماداً في العالم. لكنّ المعنى واحد، والإطار واحد، والقانون واحد أيضاً. كل ما في الأمر أن الحقانية فيها تشديد أكثر وثقة أكبر وتشبه مصر أكثر.
في لبنان، كان عندنا «وزارة التربية والفنون الجميلة». ألغينا «الفنون الجميلة» وألحقناها بعنوان عمومي بارد هو وزارة الثقافة. «الفنون الجميلة» كانت علامة خاصة من علامات لبنان. التميّز في الرسم والنحت والموسيقى والمسرح، وكلياتها وأساتذتها ومبدعيها.
الفنون كثيرة في الحياة. الطبخ فن. شق الطرقات فن. تطوير الزراعة فن. هل سمعت عن لوحة تمثل شجرة حور أو سنديان أو صنوبر، تباع بثلاثين مليون دولار؟ هل رأيت لوحة تمثل قنبيطاً وملفوفاً وجرجيراً؟ الجمال ليس أهم ما في الحياة، لكنه أجملها. وتدور مليارات الدولارات كل عام حول لوحات الطبيعة، ويتقاضى الرسامون الملايين عن رسم زهرة، أو وردة، فيما تظل مواسم الحصاد على ثمنها البدائي. هل قرأت قصيدة عن قنبيط. أو سمعت شاعراً يهتف يا ملفوفتي؟ إلى الآن لا يزال صوت أسمهان يغني: دخلت مرة الجنينة - أشم ريحة الزهور - واسلّي نفسي الحزينة - واسمع نشيد الطيور.
تخيلها دخلت الحديقة لكي تقلع توليفة تبولة: بقدونس وبصل وبندورة. طبعاً نستطيع أن نعيش من دون بنفسج، لكننا لا نستطيع أن نحيا من دون زراعة. البدهيات ليست موضع نقاش. النقاش حول دقة التعابير: المعارف أم الثقافة، الحق أم العدل، الفنون أم الفنون الجميلة، التي جاءتنا في الأساس من عند الفرنسيين الذين كان أحد خريجي كلياتهم جبران خليل جبران. هل تدري ما قيمة لوحة من جبران اليوم؟ لا ندري. قلائل يدرون. وحتى أعمال الفنانين العرب الحديثين أصبحت لها أثمان غير متخيلة. وكان يقال إن «العراق رَحِم الشِّعر». وأعتقد أنه رَحِم الرسم أيضاً. وبعكس الغناء الحزين والمواويل البكائية، تبدو ألوان الرسم العراقي فرحة مبهجة وعبقرية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قنبيط أم بنفسج قنبيط أم بنفسج



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon