توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السقوط عن أعلى السلم

  مصر اليوم -

السقوط عن أعلى السلم

بقلم - سمير عطا الله

منذ أيام هنري فورد، الذي اخترع سيارة رخيصة في متناول الطبقة الوسطى، لم تعرف صناعة السيارات في العالم رجلاً بكفاءة كارلوس غصن. ومنذ أيام أول سلالة إمبراطورية، لم تطلب اليابان من أجنبي أن يأتي لإنقاذها من أزمة كبرى. ولا حدث في العالم أن ترأس رجل واحد في وقت واحد، ثلاث شركات (نيسان، ميتسوبيشي، رينو) يزيد دخلها السنوي على مائة مليار دولار، وتوظِّف نحو ربع مليون إنسان.
هذا العبقري الذي غيَّر في هذه الصناعة الكبرى، كان صرحاً وهوى. نسي أن اليابانيين ينتحرون بالسيف في المعدة، بسبب تهمة فساد. فهو قادم من ثلاثة بلدان لها فلسفة خاصة حيال القانون: البرازيل حيث ولد، ولبنان حيث أكمل الدراسة الثانوية، وفرنسا حيث لمع في جامعاتها.
اليابان غير! ولا شك أن رفاقه في مجلس إدارة «نيسان» كانوا يتربصون بأول هفوة يرتكبها، فعزلوه بالإجماع. فوجوده كان إهانة لهم وتحدياً لليابان و«إله الشمس». مهاجر لبناني يُطلب إليه نجدة ثالث اقتصاد في العالم!
البرازيل بلاد مهاجرين. وفرنسا بلاد تعدد. أما اليابان فمن العار أن يتزعم ذو بشرة غير آسيوية هذا المجد الإمبراطوري المغلق. وإذ أقيل رجل واحد، ارتجت بورصة طوكيو وبورصة باريس. واهتزت قليلاً صورة اللبناني الأكثر نجاحاً في العالم، بعد «سميّه» كارلوس سليم، ذات يوم، كبير أثرياء الكوكب الأزرق.
ابنا مهاجرين بسيطين، في البرازيل وفي المكسيك، يصبحان رايتي أكبر بلدين لاتينيين، ويديران اقتصاداً ضعف الاقتصاد اللبناني برمّته. ولا يشتهر غصن بأنه «مدير» جيد بل بأنه منفذ جيد. فعندما انضم إلى «نيسان»، كانت على شفير الإفلاس، و«رينو» كانت في مربع الخسائر. وعندما لمع اسمه عرضت عليه «فورد» و«جنرال موتورز» عروضاً مغرية، اعتذر عن عدم قبولها.
هل انتهت أسطورة غصن؟ ليس تماماً. فإن شركة «رينو» متمسكة به. ويهيأ لي، أنه بعد انتهاء الإشكال القانوني في اليابان، سوف يتلقى عروضاً كثيرة من خارجها، إذا لم تكن هناك إدانة كبرى تحول دون ذلك. ويبقى له عمل آخر كان يقال إنه يفكر فيه: رئاسة الجمهورية اللبنانية. ليس أي جديد فيما حدث. الفساد يغري البشر مذ كانوا وكان. ويهدد العمالقة إذا ضبطوا بالجرم المشهود. المحزن في الأمر هو السقوط من على هذا الارتفاع.
قصة نجاح على سلم الشهرة سارت دون توقف، وفجأة، ينزلق على الدرجة اليابانية التي كانت سر أسطورته.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السقوط عن أعلى السلم السقوط عن أعلى السلم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon