توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وادي السيليكون في صعدة

  مصر اليوم -

وادي السيليكون في صعدة

بقلم: سمير عطا الله

الذين شاهدوا التفجير اللئيم في «أرامكو»، تمثل لهم على الفور، المشهد نفسه يوم فجر صدام حسين نفط الكويت وهو خارج منها. الروح الانتقامية نفسها. الاعتداء على ثروة وطنية. تهديد البيئة. تهديد الإنتاج العالمي من أجل إيذاء حلفاء السعودية، كما إيذاء حلفاء الكويت آنذاك. لكن ثمة فارقاً كبيراً بين الاستقواء على آبار الأحمدي العزلاء وبين الاستعراض الوحشي في «أرامكو».
الفظاظة الأولى كانت معلنة. خاض صدام حسين جميع حروبه، وهو يرقص الدبكة ويطلق النار في الهواء، متفاخراً بنقل شعبه من عداء إلى عداء. أما المعتدي الإيراني فيخوض جميع حروبه وهو ينفي دوره فيها. ورغم «كآبة المنظر» ضحكت الأمم وهي تصغي إلى ضابط حوثي حاد الصوت، يتبنى قصف «أرامكو» بواسطة الطائرات الانفجارية المصنّعة في وادي صعدة للسيليكون والصواريخ الباليستية!
تقتضي أصول الحروب، على الأقل، الجرأة في عدم نفي المسؤولية. فالاعتداء على «أرامكو» ليس اعتداءً على السعودية وحدها، ولا مجرد استعراض في مضيق هرمز، ولا حتى مجرد اعتداء سافر على المطارات المدنية غير الدولية. إنه اعتداء على استقرار الطاقة في العالم. وإذا كانت إيران تبرر حجم العدوان بالانتقام للعقوبات، فالعقوبات شأن دولي أميركي، لم يتخذ قراره في المنطقة الشرقية.
حتى الآن كان استخدام الطائرات المسيَّرة أشبه بلعبة أطفال محدودة الأضرار. وقد رفضت السعودية الدخول فيها لأسباب واضحة للجميع. فلا يمكن أن يتخذ في الرياض قرار بقصف مطار مدني. لكن الإيرانيين نقلوا المواجهة من مربع إلى مربع. وبالغوا إلى درجة مضحكة في الاعتماد على سمعة صعدة في تطوير «الهاي تك».
خبراء الطيران المسيَّر في صعدة لا بد يعرفون أن التكنولوجيا نفسها تستطيع أن تعرف من أين انطلقت الطائرات. وكيفية صناعتها. هذا قرار في حجم «بيرل هاربور» نفطي، لا يمكن اتخاذه في صعدة، ولا التبذل في التعامل مع آثاره وتبعاته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وادي السيليكون في صعدة وادي السيليكون في صعدة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon