توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان حمّاد العصر

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان حمّاد العصر

بقلم - سمير عطا الله

كان عبد الرحيم البيساني من كبار الأئمة والكتاب. وبسبب معارفه وبلاغته وذاكرته الخطيرة جعله صلاح الدين الأيوبي وزيراً له يستشيره في كلِ مقامٍ أو مقال، إلى أن قال ذات يوم: «لا تظن أني فتحت البلاد بالعساكر، إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل». دخل البيساني التاريخ تحت لقب القاضي الفاضل. وسوف تمضي قرون كثيرة قبل أن يولد لفلسطين لغوي في مثل طاقاته وقدراته.

توفي الأستاذ حسن الكرمي عام 2007 عن 104 أعوام. لكن صوته الرخيم لا يزال يأتي من إذاعة الـ«بي بي سي»، قارئاً على الملأ العربي الأوسع شيئاً من ذهب التراث، وماس الشعر، وحسن الحكم، وجمال المواقف، ونبل المكارم، ونصاعة النوايا. كانت المقاهي تفرغ والشوارع تخلو عندما يحين موعد برنامجه «قولٌ على قول». هكذا كان يحدث أيضاً في الخميس الأول من كل شهر عندما تؤدي أم كلثوم حفلتها. وقد انقسم الجمهور العربي أو اجتمع خلف نشوة اللغة مغناة بحنجرة كوكب الشرق أو مقروءة بشلالات حسن الكرمي الذي حبب ملايين العامة من العرب في كل مكان بدُرَر التراث.

كان في حد ذاته مجمعاً لغوياً من مجامع الخالدين وإن يكن لم ينسب إلى الكثير من المجامع العربية، غيرة أو جهلاً أو خوفاً من أن يطغى اسمه وسمعته على سائر المجتهدين وكل الموسوعيين.

أمضى حسن الكرمي حياته في لندن يجلس على كرسي واحد لم يغيره طوال سبعة عقود. وفي سكينة لندن، تراكمت الكتب والمراجع من حوله. وتكاثر وتعدد المعجبون به وكان في طليعة هؤلاء الملوك والرؤساء ووجهاء العرب إضافة إلى فقرائهم. وقد ربطته صداقة بالعاهل المغربي محمد الخامس، ثم بالحسن الثاني الذي كان مولعاً بعبقرية اللغة العربية. وربطته صداقة بالملك فيصل بن عبد العزيز، وبالشيخ زايد، وبالرئيس عبد الناصر. وقد حاول الرئيس المصري إقناعه بنقل برنامجه إلى إذاعة القاهرة قائلا إنه لا يجوز أن يكون أهم برنامج لغوي مذاعاً من إذاعة أجنبية. غير أن الكرمي اعتذر من جميع العروض، مفضلاً صومعته التي صارت في حجم مكتبة وطنية.

كان يتألم من بعيد لأحوال العرب وانحدار الأمة نحو المهالك. 

ثار الكثير من الجدل حول أشهر الرواد عند العرب الذي عُرف بحمّاد الراوية الذي حفظ «السبع الطوال». لا ندري كم معلقة أو قصيدة أو حكمة أو طرفة حفظ حسن الكرمي، وقد أذاعها جميعاً علينا، حلقات لم يبلغها أحد سواه.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان حمّاد العصر وجوه من رمضان حمّاد العصر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon