توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقاتل بلا قلب

  مصر اليوم -

مقاتل بلا قلب

بقلم - سمير عطا الله

لا شيء يطمئن مثل العلم، ولا شيء يخيف مثل العلم أيضاً. كلما تقدم الإنسان في ساحات العلوم، عثر على علاجاتٍ جديدة ووضع عقاقير جديدة. وها هو اليوم يجري العمليات الجراحية عن بُعد من قارة إلى قارة تاركاً لـ«الروبوت» أو «الإنسان الآلي» أن يقوم بالعملية نيابة عن الجراحين وبدقة لا تُخطئ. لكن الإنسان كعادته منذ البدء يطوّر أيضاً «روبوتاً» ذكياً يقاتل عنه ويَقتُلُ عنه ويحارب عنه أيضاً. أي إن الجندي الحديث لن يتوقف لحظة عند مشهد طفلٍ أو عجوزٍ أو حتى عند مرأى جندي آخر يرفع راية الاستسلام، بل سوف يمضي في القتل دون شفقة أو رحمة، لأن العلماء الذين عبّأوه بوسائل القتل لا يمكنهم أن يحذّروه بأن قوانين الحرب تحظر هذا الأمر وذاك.

يجادل فريقٌ آخر من العلماء بأن «الروبوت» أكثر رحمة من الإنسان. فهو لا ينفعل ولا يغضب ولا يكره ولا يحقد. مثالٌ على ذلك مجزرتان: الأولى عام 1968 عندما جُنَّ جنون فرقة من الجنود الأميركيين في قرية فيتنامية تدعى «ماي لاي» وراحوا يقتلون أهلها بوحشية مريعة. وانتهى الأمر بسقوط 400 قتيل من النساء والأطفال والعجائز. أما الثانية فحدثت عام 1995 عندما قام البوسنيون الصرب بذبح أكثر من 8 آلاف بوسني مسلم في بلدة سربرينيتسا. في الأولى كانت المجزرة تلقائية عصبية، أما في الثانية فكانت مُدَبّرة ومخططاً لها في جزءٍ من عملية تطهير عرقي واسعة. في مثل هذه الحال ماذا سيكون الفارق بين الآلة المتوحشة والإنسان المتوحش ما دام الذي يقرر في الحالتين هو هذا الأخير؟

في الماضي كان إذا أرسل ديكتاتور جيشه إلى الحرب يخاف من هزيمته ويخشى من انتصاره... فإذا عاد منتصراً مزهواً حاول ضباطه الاستيلاء على الحكم. الشيء الذي لا يمكن أن يفكر فيه «الروبوت» هو الاستيلاء على السلطة. وبعد انتهاء مهمته سوف يوضَعُ في مرأب بعيد ويُجَرَّدُ من بطارياته فيفقد كل قواه. وأما ما نشاهد من أفلام أو نقرأ من كتب عن جيوش «الروبوتات» التي انقلبت على أصحابها، فليست إلا خيالاً سينمائياً. فمهما بلغ ذكاء الآلة، فلن يكون في إمكانها التمرّد على سيدها كما يفعلُ الجنود البشر في بعض الحالات. وفي أي حال، فإن هذا الجيش الفولاذي أو الحديدي لا يتعكّر مزاجه ولا تعتريه الشفقة ولا يشعر بالذُّل أو الهوان. لكن ماذا عن الجيش المقابل من «روبوتات» العدو؟ قد يكون مشهد الاشتباك مُضحكاً حقاً.

نقلا عن الشرق الاوسط القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاتل بلا قلب مقاتل بلا قلب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon