توقيت القاهرة المحلي 08:37:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجيب محفوظ يفوز بكرة القلم

  مصر اليوم -

نجيب محفوظ يفوز بكرة القلم

بقلم - سمير عطا الله

منذ بداية «المونديال» تحوّلت معظم صحف العالم إلى جرائد رياضية: أخبار هزيمة المنتخب المكسيكي أمام سحرة الأمازون تحظى بأهمية أخطر بكثير من فوز أول يساري برئاسة المكسيك. لا عجب. محمود درويش كان يقول: الناس تهتم بالكرة أكثر مما تهتم بشعر المتنبي. وذات مرة كان يقيم أمسية شعرية توافق موعدها مع مباراة دولية مهمة، فلما دخل ووجد القاعة مكتظة بالحضور بادرهم بالقول: ماذا تفعلون هنا. لو لم أكن صاحب الأمسية، لما جئت.

لم يشتهر الأدباء والشعراء بحبهم للرياضة، بل العكس. وشعر بعضهم بالغيرة منها، حتى إن توفيق الحكيم قال ساخطاً: «انتقلنا من عصر القلم إلى عصر القدم». لكن ندّه الأكبر نجيب محفوظ، ظل زملكاوياً حتى الغياب. وكان يقول إنه ولد بصراعين: الكرة والأدب. وقد انتصر الأخير. وكان يحلم منذ طفولته بأن يصبح لاعب الدفاع في منتخب مصر، لكنه ترك لعب الكرة مع دخول الجامعة، ليصبح بدل ذلك أول عربي يحمل نوبل للآداب. وكانت أمه، التي لا تقرأ ولا تكتب، هي من تشجعه منذ الطفولة، على الحرفتين.

جرفت «الكورة» أدباء مصر مثلما جرفت سائر المصريين. لا مكان للحياد. وقد سماها محمود درويش «أشرف الحروب»، لكنها لم تكن دائماً كذلك. وقبل سنوات سقط في بورسعيد عدد من القتلى، مما حمل الدولة على إغلاق الملاعب أمام الجماهير. وفي بلدان أخرى، مثل أميركا اللاتينية، قامت حروب إقليمية بسبب الكرة، لعل أشهرها تلك التي قامت بين جمهوريتي هندوراس والسلفادور (1970) بسبب التأهل للمونديال، وسقط فيها نحو 900 قتيل و2300 جريح. وكان أشهر من غطى «حرب المائة ساعة» المراسل البولندي ريزارد كابوشنسكي.

في لبنان حدثت معارك كثيرة كاد بعضها يتحول إلى كوارث، والسبب طبعاً هو العامل الطائفي. وفي سوريا تمت عسكرة الكرة مثل كل شيء آخر، وأشهر الفرق هي فرق الجيش. وثمة ظاهرة لا تفسير لها: اللاعبون العرب لا يصلون إلى العالمية إلا عندما يكونون جزءاً من فريق دولي، مثل زين الدين زيدان ومحمد صلاح. الأفراد يربحون والمجموعات - عقبال المونديال المقبل.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجيب محفوظ يفوز بكرة القلم نجيب محفوظ يفوز بكرة القلم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon