توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة... ثائرة وسائقة تاكسي

  مصر اليوم -

المرأة ثائرة وسائقة تاكسي

بقلم: سمير عطا الله

أثار الزميل حازم صاغية يوم الأحد الماضي مسألة الخلاف الذي ظهر أخيراً بين مقتدى الصدر والمرأة العراقية التي نزلت إلى التظاهر في بغداد. فقد استنكر السياسي العراقي من مقرّه الحالي في طهران، المشاركة النسائية في العمل السياسي، وكان قد استنكر من قبل مشاركة الرجال وأفلت عليهم القناصين في مدينة كانت تعرف في أزمات أخرى بعاصمة الرشيد ومركز الحضارات. ولا شكّ في أن موقف الصدر من المرأة ثابت؛ متظاهرة أم مختبئة، بعكس جميع مواقفه الأخرى، من تحولات العراق ومتغيرات الزمان.
المرأة والتظاهر، أو المرأة والثورة، أو المرأة والسياسة، قضية طفت على السطح في مجتمعات كثيرة محافظة مثل الجزائر، أو ليبراليّة مثل لبنان. والظاهرة ضمن الظاهرة، أن جزءاً كبير جداً من النساء المعترضات، كن من المحجبات: من طرابلس التقليدية، إلى صيدا، إلى بيروت الأكثر تحرراً في العادة من سواها.
اعتقادي أن المرأة رأت نافذة كبرى فأطلّت منها. والموقف القديم منها شائع وسائد في كل الحضارات والثقافات؛ الدينية وغيرها. ويرى المؤرخ البريطاني اليساري إريك هوبزباوم أن «ديانات كبرى ترتاب في المرأة وتصرّ بصورة قاطعة على منزلتها الدونية، وبعضها، مثل اليهود، يقصي المرأة إقصاءً تاماً تقريباً عن شؤون العبادة الدينية».
تتحيّن المرأة فرصها في الحالات الوطنية أو السياسية العامة. ولنا في المجتمع الجزائري مثالان تردد اسماهما في الآونة الأخيرة: جميلة بوحيرد، بطلة الاستقلال التاريخية، واليسارية لويزا حنون. لا أنسى ما قالته جميلة بوحيرد قبل سنوات في باريس عندما روت أنها مسافرة إلى نيويورك لزيارة ابنتها وتعليم أحفادها القرآن: «معقول أحفاد جميلة بوحيرد ما يحفظوش القرآن».
لا تجد سيدتنا الرائعة حرجاً في الإيمان والعمل الوطني الجماعي. ومن حُسن الأخبار أن مقتدى الصدر أعلن حلّ ميليشياته الزرقاء قبل أن تكمل مهمتها في قنص المُطالِبات بإنقاذ العراق من جحيم الفساد. وهو ما نزلت إلى الشوارع بسببه نساء الجزائر ونساء الخرطوم ونساء لبنان في مدنه وقراه وسهوله وجباله.
من الصعب سدّ الطرق أمام البشرية. ودائماً هناك باب يفتح المستقبل: في العمل الوطني، في حقل العلم، في الاقتصاد، في الطب وخصوصاً في المبرات. كلّما كبر هذا العالم احتاج إلى الشريعة الإلهية بوجود زوجين كما في حكمة سيدنا نوح. كتبت هذه الكلمات ليس بسبب ميليشيات مقتدى الصدر. فليأخذ الرجل وقته، وما من أحد مستعجل على سلام العراق وانتهاء مأساته. كتبتها لأنني شاهدت أمس بالذات سيدة محجبة تقود سيارة تاكسي في بيروت. لا لأن المرأة تحررت؛ بل لأن الظلم السياسي استعبدها هي أيضاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة ثائرة وسائقة تاكسي المرأة ثائرة وسائقة تاكسي



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon