توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زوجة وشريكة: «أي مادة أدرِّس؟»

  مصر اليوم -

زوجة وشريكة «أي مادة أدرِّس»

بقلم: سمير عطا الله

عندما أعلن عام 1985 أن جيهان السادات انضمت أستاذةً إلى جامعة ساوث كارولاينا، خطر لي من أفكار ما خطر لجميع السذّج: ما هذه الصفقة السطحية؟ فإذا كان الأميركيون يريدون أن يدبّروا عملاً، أو مكافأة لأرملة أنور السادات، ألم يكن في الإمكان العثور على وظيفة فخرية لا تتطلب كفاءات معينة؟ أما أستاذة جامعية، فما المادة التي سوف تدرسها؟ لنفترض أنها سوف تروي لطلابها تجربتها مع السادات وزيارته إلى القدس و«كامب ديفيد»، واغتياله على منصة «6 أكتوبر»؛ مجده التاريخي... وماذا بعد؟ ما الدرس أو المحاضرة التالية؟
كل هذه الأسئلة خطرت أولاً؛ لجيهان السادات. خافت التحدي والمهمات. لكنها قررت أنها سيدة مصرية وعليها أن تثبت ذلك. ولم تكتفِ بالتدريس طوال نحو عقدين، بل أنهت أيضاً شهادة الدكتوراه التي كانت بدأت الإعداد لها في مصر.
يوم أفاقت أستاذةً، وجدت نفسها للمرة الأولى، امرأة عادية بلا حرس أو سكرتيرات، تبحث بنفسها عن شقة تسكن فيها، وكان عليها أن تعدّ محاضراتها ومناقشاتها. وعثرت على مادة لا تجف مهما فاضت: دور المرأة في حياة مصر منذ نفرتيتي إلى هدى الشعراوي. وشددت على المصرية المعاصرة، لأن المصرية الفرعونية تمتلئ المكتبات العربية بتاريخها، وتمتلئ المتاحف بصورها.
هل كان جزء كبير من شجاعة السادات نابعاً من رقة المرأة التي رفض أهلها، بادئ الأمر، زواجها بضابط فقير؟ أم العكس؟ هي تجيب من خلال سرد طويل، بأنهما متكاملان. لكنها تلمّح إلى أن أنور السادات هو الذي اتخذ القرار بأن تكون زوجته إلى جانبه عندما أقام حفل استقبال للدبلوماسيين.
أبت جيهان السادات، زوجة وأرملة، أن تكون بلا دور رئيسي بصفتها امرأة مصرية. هو كان مثله عرابي وسعد زغلول، وهي كانت أمثلتها سهير القلماوي وأمينة السعيد (أول امرأة تقتات من الصحافة)، ونبوية موسى... وغيرهن. هناك 1.6 مليون طالب في مصر اليوم نصفهم إناث.
جاء أنور السادات ريفياً من ميت أبو الكوم في عائلة من 13 ابناً. وحمل معه حتى اللحظة الأخيرة، كل تقاليدها. وكان يقال إن لحظات سعادته الوحيدة كانت بالجلابية في ميت أبو الكوم. غير أن هذا الريفي كان شريكاً كاملاً مع ابنة المدينة التي أُغرمت به، في تغيير واقع المرأة المصرية وحقها في التعليم وفي الوظيفة وفي القضاء والطب.
«أمل في السلام» سرد لحكاية درامية من مصر. شاب ريفي اختار الجندية كي يحارب من أجل مصر، واختار السلام القاتل من أجلها. وترك لزوجته أن تشرح ما حدث.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زوجة وشريكة «أي مادة أدرِّس» زوجة وشريكة «أي مادة أدرِّس»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon