توقيت القاهرة المحلي 01:39:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفكرة الرياض: قمة الهوية

  مصر اليوم -

مفكرة الرياض قمة الهوية

بقلم: سمير عطا الله

كانت القمة الخليجية السنوية في بدايات مجلس التعاون تُعقد قبل يومين من موعد الميلاد، أو الـ«كريسماس». وكانت تلك وسيلة ذكية لإبعاد المراسلين الأجانب وحشريتهم. ففي هذا الموعد يكونون مع عائلاتهم وفي ديارهم، فلا أسئلة حادة، ولا أجوبة من نوع غيمة عابرة وتزول.
تنعقد قمّة مجلس التعاون بعد أيام وقد تغيّرت اللغة السياسية ومفرداتها في الخليج. لا وقت للكلمات التي لا تقول شيئاً. والغموض اللائق لم يعد يغطّي المواقف غير اللائقة. ثمّة نيران مشتعلة في الدائرة الجغرافية، وبدل تجاهلها، الأفضل التحصّن ضدّ شرارتها. بهذا المعنى سوف تكون قمة الرياض فاصلة في تحديد الاتجاهات الأساسية: مع المستقبل الواحد أم مع إشكالية الهوية.
الذين يبحثون عن حقيقة المواقف يجب أن يلاحظوا مدى تشديد كل ما يصدر في الرياض على عروبة المنطقة وعروبة العرب. تلك كانت الأولوية التي شدد عليه الملك سلمان بن عبد العزيز قبل نحو ثلث قرن في خطابه السياسي الشهير في احتفال جريدة «الرياض»، عندما حدّد ركنين أساسيين لمواقفه: العروبة قومياً، وتحصين الطبقة المتوسطة داخلياً.
عندما أعلن هذا الوعد، لم تكن العروبة مهدّدة ومستهدفة كما هي الآن. والوعد اليوم أكثر رسوخاً وحزماً. ومسؤوليات الخليج لم تعد في داره فقط. وهي مسؤولية دفاعية اقتصادية اجتماعية تنموية. لذلك موعد القمة هذا العام، وفي المقرّ الرسمي لمجلس التعاون، يتجاوز بكثير القضايا المعهودة والأهمّيات المألوفة. عالم جديد لم يعد يحتمل أو يطيق، تغطية الحقائق المخيفة بالقصائد الحماسية. وهناك دولة تقول للعرب في وجوههم إنها تحتلّ أربعاً من عواصمهم.
كان مقعدي في منتدى الإعلام السعودي إلى جانب شاب من دبي. قال لي: «عرفت لبنان طفلاً، أذهب إليه مع أهلي. وعرفت أهله عن قرب. وعرفت تماماً (نفسية) اللبناني الذي، إذا كان في عسر، أسرف في ادّعاء اليسر، وإذا رأيته في مصرف يطلب قرضاً، قال لك إنه هناك لكي يتفقّد ودائعه».
وأضاف دكتور الاقتصاد الذي من دبي: «لأول مرة في حياتي، رأيت اللبناني يشكو الفقر. ويئنّ في صوت عالٍ، ويتذمّر من وضعه المصرفي وانهيار عملته. ولأول مرة في حياتي بكيت وأنا أسمع فتاة لبنانية تقول إنها أخذت والدها إلى المستشفى، فرفضوا استقباله لأنه معدم. ثم بكيت مرة أخرى عندما سمعت أمّاً تعرض كليتها للبيع لكي تطعم أطفالها». وتوقف عن سرد الحكايات. وأخبرته قصة الرجل الذي انتحر، لأن ابنته طلبت منه ألف ليرة (50 سنتاً)، وليس معه ألف ليرة. وقصة أمّ حاولت إحراق نفسها مرتين، وقصة طبقة سياسية تبحث عن حكومة و«شُنَطها».
إلى اللقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة الرياض قمة الهوية مفكرة الرياض قمة الهوية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon