توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

  مصر اليوم -

الدكتور سعيد إسماعيل على وجدوى الكتابة

بقلم - عماد الدين حسين

تحت عنوان «كفى كتابة»، كتب أستاذ وخبير أصول التربية المعروف الدكتور سعيد إسماعيل على، على صفحته على الفيسبوك مساء الاثنين «30 أكتوبر» الآتى نصه مع بعض التصرف القليل من جانبى:
لا أقصد أن أفشى بعض أسرار أسرتى، أو دخائل نفسى، عندما أصارح القارئ هنا بأن الدعوات من داخل البيت ــ كمؤسسة أسرية ــ وكبناء نفسى ذاتى «تزن» على أذنى، صارخة بضرورة أن أكف عن الكتابة، لماذا؟.
بالنسبة لحديث النفس، فأجد ما يصرخ بداخلى: أنت تكتب كتابة عامة، منذ أن نشرت لك مجلة الفكر المعاصر، التى كان يترأس تحريرها الدكتور زكى نجيب محمود، عام 1966 على وجه التقريب، ثم بدأت الكتابات الجماهيرية العامة، منذ أول مقال على صفحات الأهرام فى السادس من يناير 1970، لتتوالى بعد ذلك الكتابات، وبغير غرور، من حيث لم يحدث بالنسبة لأى أستاذ فى العلوم التربوية من قبل، ولم تترك صحيفة ولا مجلة إلا وكتبت فيها عدة مرات، حتى فى اليمن، والسعودية، والإمارات، ووصل ما تكتب إلى بضعة آلاف من المقالات، فضلا عن عشرات الكتب، فماذا كانت الحصيلة؟.. لا شىء!!. لم تتحرك حبة رمل واحدة على أرض الثقافة والتعليم.. لم يأخذوا بشىء أبدا. لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن، لا حياة لمن تنادى؟!.
وبالنسبة لحديث أسرتى فيعبرون عن أن الكتابة فى زمننا المعاصر، أصبحت محفوفة بالكثير من الأشواك... لا، بل بالمفخخات، فسوء الظن حاضر بشدة، وكراهية الرأى المغاير، لا تخطئها عين مراقب.. وأنت أيها الوالد والزوج، قد بلغت من العمر عتيا، وتجاوزت الثمانين عاما، بما تحملها من وهن وضعف حال، أوجاع هنا وهناك، الخفى منها والظاهر، لا تتحمل ما قد يحدث لك.
وتزيد الصرخة من هنا وهناك: لمن تكتب؟ وقد أصبحت كتبك مكدسة فى مخازن الناشرين، حيث لم يعد هناك إقبال على اقتناء الكتب وقراءتها..
حتى صفحة التواصل الاجتماعى، التى وجدت فيها متنفسا، بعد منعك من كل أجهزة الإعلام، صُممت لها تشريعات، لتكون كذلك غير حر التفكير فيها، واحتمالات الاتهام بغير حق قائمة، حتى رغم عدم انتمائك – طوال حياتك ــ إلى تنظيم ما؟!.
ثم إنك – طوال حياتك ــ بعيد عن السلطة، بكل أشكالها ومستوياتها، فلا «ضهر» يمكن أن يحميك.. ولا نراك يمكن أن تسكت عن قول ما تراه حقا، مهما جلّ الشأن، ولا تعرف أى صورة من صور المجاملة.
وأجد نفسى أحيانا مقتنعا بهذا وذاك من الحجج، فأتوقف، لكن التوقف لا يزيد عن أيام تعد على أصابع اليد، لأعاود الكتابة مرة أخرى، ثقة بالله أنه أول من يعلم أنى لا أبغى إلا قول الحق، وشهادة عدل، وأنى أبعد الناس عن احتمال عنف مادى، بأى صورة من الصور..
وأقف حائرا، فدواعى الكف عن الكتابة حقيقية وصادقة.. لكنى أضعف من أن أتخذ هذا القرار، فكأن الكتابة بالنسبة لى
«فيروس»، تغلغل فى كيانى، لا شفاء منه..
ولله الأمر، من قبل ومن بعد.. هو السند، والمقصد..اللهم، إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى.
هذا ما كتبه الدكتور سعيد الذى يعرفه كل من كان مهتما بالتعليم وتطويره والتربية ومناهجها وأصولها.
شخصيا كنت أقرأ له منذ تخرجى عام 1986، وكان أحد مصادرى الاساسية فى بدايات عملى فيما يخص موضوعات وتحقيقات التربية والتعليم.
حينما قرأت ما كتبه شعرت بغصة فى حلقى ومرارة فى نفسى، وانتهيت إلى ضرورة أن أعرض ما قاله، حتى يطلع كل من يهمه الامر على خطورة هذه الحالة، التى أظن أنها لا تقتصر فقط على الدكتور سعيد إسماعيل.
هذا الرجل لا ينتمى إلى حزب أو تنظيم، قد يكون مختلفا مع بعض السياسات هنا وهناك، لكن أن يصل إلى قناعة أن الكتابة صارت بلا قيمة أو جدوى أو أصبحت خطرا على صاحبها فهو أمر جلل ينبغى أن يستمع إليه أصحاب الشأن.
لست ساذجا أو مثاليا، لأحلق فى الفراغ وأعرف جيدا ظروف البلد والمنطقة والعالم، وأفرق كثيرا بين الاضطرار لاتخاذ قرارات وسياسات صعبة، وبين شيوع مناخ من اليأس والخوف والزهق، لن يستفيد منه إلا أعداء الوطن الحقيقيون، ومنهم المتطرفون والظلاميون.. فهل من منتبه؟!!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدكتور سعيد إسماعيل على وجدوى الكتابة الدكتور سعيد إسماعيل على وجدوى الكتابة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon