توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المستوى المهنى لبعض المراسلين الأجانب

  مصر اليوم -

المستوى المهنى لبعض المراسلين الأجانب

بقلم : عماد الدين حسين

 قبل نحو أقل من ثلاثة أسابيع، اتصل بى مراسل لواحدة من كبرى وكالات الأنباء العالمية، وسألنى عن رأيى فى ظاهرة «اللافتات الانتخابية» الكثيرة التى تملأ الشوارع، تأييدا للرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية.

تحدثت معه تليفونيا لنحو عشر دقائق، وعرضت له وجهة نظرى كاملة، فى موضوع اللافتات. لكن للأسف فوجئت بأن كلامى المنشور فى التقرير بالإنجليزية، مجتزأ إلى حد كبير، وركز فقط على بضع جمل، تظهر كلامى ناقصا ومبتورا. الغريب أننى أعرف هذا المراسل، وفى المرات التى تعاملت معه فيها قبل ذلك، كان شديد الأمانة فى نقل كلامى، بدقة. بعد النشر تحدثت معه وعاتبته، وقال لى إنه لم يقصد أن يشوه كلامى، وأن الفقرة التى اقتبسها، تضيف زاوية جديدة للموضوع. قلت له ولكن من سيقرأ القصة فى وكالتكم، لن يصله جوهر ما قلته، وسوف يقرأ فقط عبارة تبدو سلبية ومجتزأة من سياق أكبر.

لا أكتب هذه القصة للشكوى، فقد تفهمت الاعتذار الرقيق من المراسل، لكن أسردها لأدلل على المناخ الصعب الذى يحيط بمهنة الإعلام بصفة عامة، ويجعل الجميع يتحسسون ويتوجسون من كل كلمة أو عنوان أو مانشيت، هنا وهناك.

المراسلون الأجانب ليسوا كلهم مجموعة من الملائكة، كما يعتقد المعارضون المصريون، كما أنهم ليسوا جميعهم مجموعة من الشياطين كما يروج بعض أنصار الحكومة.

هؤلاء المراسلون، بينهم الصالح والطالح، المهنى جدا واللئيم جدا.

بعضهم يسعى لأداء عمله بأقصى صورة مهنية ممكنة، طبقا للأصول المهنية التى تعلمها فى بلاده. وفى هذه الحالة يصطدم بالكثير من الصعوبات فى مصر. وأهم مشكلة هى عدم وجود معلومات سريعة، ردا على أسئلتهم، الأمر الذى يجعل بعضهم يملأ هذه الفراغات بمعلومات ناقصة أو مشوهة أو أنصاف حقائق أو «أرباع مصادر».

البعض الثانى توقف عن العمل كصفحى، وصار ناشطا سياسيا. هؤلاء يجلس بعضهم على مقاهى وسط البلد، مع بعض الناشطين المعارضين أو الغاضبين أو المتطرفين، وتتحول وجهات نظر هؤلاء هى السائدة والمنتشرة والمحشورة وسط القصص و«الفيتشيرات» الصحفية التى يتم إرسالها، وشيئا فشيئا تتحول إلى وجهة نظر للمراسل شخصيا.

وتزداد خطورة هذه النوع من المراسلين، إذا كانت صحيفته أو محطته الإعلامية، لها وجهة نظر ضد الحكومة والنظام المصرى، لأنه يتم «تلوين» العديد من الأخبار أو تمرير معلومات مغلوطة أو ناقصة، أو التركيز فقط على كل ما هو مثير أو سلبى.

وللأسف الشديد وعن تجربة شخصية، فإن المستوى المهنى لبعض المراسلين الأجانب، أو الإعلاميين الذين يعملون فى فضائيات دولية، يشهد تراجعا كبيرا هذه الأيام.

حينما هاجم الإرهابيون دير الأنبا صموئيل فى المنيا وقتلوا ٢٨ من المسيحيين الذين كانوا ذاهبين إليه يوم الجمعة ٢٦ مايو الماضى، اتصلت بى إذاعة دولية معروفة، وسألنى المذيع: «ألا ترى أن هذا الحادث قد يؤدى إلى مغادرة المسيحيين لمصر، كما حدث فى العراق وسوريا»؟!.

لحظتها شعرت بصدمة كبيرة، لأن الاستنتاج كارثى وخاطئ، ويكشف عن قراءة شديدة التحيز والتوجيه واللؤم والتآمر، ناهيك عن الجهل بحقائق تاريخ مصر، وتاريخ أقباطها. الذين هم جزء حقيقى وأصيل من النسيج الوطنى، وليسوا أقلية طارئة يعيشون فى جيتو منعزل، كما يعتقد بعض الجهلاء.

مثل هذا النوع من المعالجات هو الذى يجعل البعض، يتخيل أو يتأكد أن هناك سعيا دائما للتهجم على مصر، والنيل من استقرارها، سواء تعلق الأمر بملف الأقباط أو الإرهابيين فى سيناء.

مرة أخرى: هل معنى ما سبق أننا مجتمع من الملائكة، والمراسلون مجموعة من الشياطين؟!.

الإجابة هى: لا، والذى يعطى الفرصة أحيانا لبعض هؤلاء المراسلين، للإساءة، هو غياب المعلومات، وعدم رد كثير من المسئولين على اسئلتهم واستفساراتهم، كما أن هناك مشكلات حقيقية فى ملف حقوق الإنسان والحريات خصوصا الصحفية.

وبالتالى وبعد أن نلوم المتربصين من المراسلين الأجانب، علينا أن ندقق فى المنهج الذى نعمل به، والأخطاء التى يقود إليها.

ويبقى السؤال: هل هناك طريقة مثلى للتعامل مع المراسلين الأجانب؟! الإجابة لاحقا إن شاء الله.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المستوى المهنى لبعض المراسلين الأجانب المستوى المهنى لبعض المراسلين الأجانب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon