توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطوير المدرس أولا.. وبعده أى شىء!

  مصر اليوم -

تطوير المدرس أولا وبعده أى شىء

بقلم - عماد الدين حسين

عصر الثلاثاء الماضى حضرت جلسة مهمة عنوانها المناهج الدراسية فى عصر الذكاء الاصطناعى.. «متعة التعليم الإلكترونى»، وذلك فى إطار اليوم الثانى لمؤتمر «مصر تستطيع.. بالتعليم» والذى نظمته وزارة الهجرة، وافتتحه بالغردقة رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
المفاجأة السارة بالنسبة لى أن غالبية المتحدثين تقريبا اتفقوا على أن المعلم ثم المحتوى هو الأساس فى أى عملية تعليمية ناجحة، وأى عنصر آخر يكون مكملا له.
كنت أعتقد أن التركيز سيكون على الأدوات والتطبيقات التكنولوجية فقط، لكن جاء تأكيد المتحدثين على أهمية دور المعلم ليعيد الأمور إلى نصابها، خصوصا أن بعض من يناقشون موضوع تطوير التعليم، يعتقدون واهمين أن وجود الموبايل أو التابلت، سيحل كل مشاكلنا بكبسة زر.
الدكتور إسماعيل غيتة خبير أنظمة التعليم وتدريب المعلمين بالمملكة المتحدة، قال إن التكنولوجيا مهمة جدا، لكن المهم أكثر هو العنصر البشرى، والمهم أن نعرف يعنى إيه تكنولوجيا وأهميتها وكيفية التعامل معها فى الفصول. هو قال إنه حتى فى أمريكا فإن الفصول لم تصبح تقنية بالكامل. الخبير قال إن للتكنولوجيا فوائد عديدة فهى رخيصة ومهمة للبحث وسريعة، ولكن عيوبها أنها مجرد أداة ولا تخلق معلما جيدا، وأن المدرسين لا يعرفون التعامل معها أحيانا، وتحرم التلاميذ من اكتساب بعض المهارات الأساسية مثل استخدام الأقلام. قال أيضا إن التكنولوجيا موجودة منذ زمن طويل فى المدارس الإسكتلندية، لكن لا بديل عن الكتاب المدرسى.
من أهم ما قاله هذا الرجل أيضا أنه يحب استخدام كلمة «تطوير» وليس «تغيير» حينما نتحدث عن التعليم فى مصر، فكلمة تغيير تعنى أن الموجود لدينا سيئ جدا وهو أمر غير صحيح وما أكد عليه أكثر هو ضرورة تطوير كليات التربية باعتبارها الأساس لتطوير التعليم. قال إن التلاميذ لا بد أن يذهبوا للمدارس، والناظر أو المدير يكون لديه الوقت للنقاش معهم. لكن أخطر ما صدمنى هو قول غيتة بأن الدروس الخصوصية ليست عيبا، لكن شرط ألا يعطى المدرس درسا لتلميذ فى فصله أو مدرسته. والمهم دائما هو تدريب المعلمين باستمرار، ومعرفة التكنولوجيا تمثل نصف الطريق، لكن تطبيقها بطريقة صحيحة هى الطريق كله.
نفس الأفكار تقريبا عبرت عنها الدكتور دينا غباشى مستشار تكنولوجيا التعليم لربط المؤسسات التعليمية بالخبراء فى أمريكا، حينما قالت نصا: «التكنولوجيا عمرها ما هتلغى دور المدرس». خصوصا أن دوره مهم جدا للطفل. هى عرفت الذكاء الاصطناعى بأنه برامج تحاول اكتشاف العلاقة بين المعلومات والمعطيات، لتحسين المستوى فى المستقبل. نظريا فإن أفضل طريقة للتعليم هى مدرس واحد لتلميذ واحد، ولكن لأن ذلك مستحيل فى أى مكان بالعالم، فإن التكنولوجيا يمكن أن تحل هذه المعضلة.
المشكلة هى أن المعلومات وحدها لا قيمة لها. فلم يعد مهما أن نسأل الطالب: «من أول إنسان صعد إلى القمر؟» لأنه ببساطة يستطيع أن يعرف ذلك فورا من الموبايل.
يكفى أن يسأل أى سؤال لـ«سيرى» وسيرد عليه فورا. لكن المهم أن يعرف التلميذ كيف تم الصعود إلى القمر وأثره وكيف نستفيد منه. التكنولوجيا تساعد الطالب على أن يكون مسئولا وتزيد من دوره وتفاعله مع المجتمع وليس مجرد حفظ كلمات، لأن هناك برامج صارت توصل مخ الإنسان بالإنترنت، وبالتالى فالمهم أن ندرك كيف سيتعامل التلاميذ مع التكنولوجيا.
الدكتور رشيق المراغى صاحب شركة متخصصة فى برمجيات تطوير التعليم، قال إن المهم وجود التدريب المستمر والمتدرج للطلاب منذ دخولهم الجامعة، وأن أهم وظيفة للتكنولوجيا أن تساعد الخريج على وجود فرصة عمل ملائمة له.
الدكتورة سالى متولى خبير برامج التعليم الإلكترونى، قالت إن التكنولوجيا قد تساعد على إيجاد حلول لا نستطيع الوصول من دونها، وتطوير مهارات المعلمين صعب من دون التكنولوجيا.
ما سبق هو جوهر ما دار فى هذه الجلسة التى أدارها الإعلامى أيمن إبراهيم، وأعود مرة أخرى إلى ما بدأت به، وأؤكد للموضوعية أننى استمعت أكثر من مرة من الدكتور طارق شوقى وزير التعليم، وهو يقول إن التابلت وسيلة وليس غاية والمهم هو المحتوى.
وبالتالى علينا أن نركز على الغاية وهى تعليم متطور، ومتميز لن ينفذه إلا مدرس مؤهل ومستعد ومرتاح معيشيا إلى حد كبير.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطوير المدرس أولا وبعده أى شىء تطوير المدرس أولا وبعده أى شىء



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon