توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آلية تنفيذ وعد الرئيس

  مصر اليوم -

آلية تنفيذ وعد الرئيس

بقلم : عماد الدين حسين

  «أعدكم وعد الصدق المبين بأن أظل على عهدى معكم.. مخلصا فى عملى غير مدخر لجهد.. من أجل رفعة وطننا العظيم.. وساعيا لبناء مؤسساته بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة.. وباحثا عن مكانته بين الأمم.. عاقدا العزم على تحقيق التنمية والاستقرار.. وتوفير الحد اللازم من جودة الحياة لأبنائه.. وأعدكم بأن أعمل لكل المصريين دون تمييز من أى نوع.. فالذى جدد الثقة بى وأعطانى صوته لا يختلف عمن فعل غير ذلك.. فمصر تسع كل المصريين.. مادام الاختلاف فى الرأى لم يفسد للوطن قضية.. والمساحات المشتركة بيننا أوسع وأرحب.. من أيديولوجيات محددة أو مصالح ضيقة.. ولعل العمل على زيادة المساحات المشتركة بين المصريين.. سيكون على أولويات أجندة العمل الوطنى خلال المرحلة المقبلة».

الفقرة السابقة جزء فى غاية الأهمية من كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى وجهها للشعب المصرى، عقب الإعلان الرسمى عن فوزه بفترة رئاسة ثانية، مساء أمس الأول الإثنين.

بداية يستحق من كتب هذه الكلمات الشكر، الذى يفترض أن يوجه أولا إلى الرئيس.

والآن من الموجز إلى التفاصيل.

لا ينكر إلا أعمى حجم ما تم من إنجازات فى البنية التحتية، خصوصا الطرق والجسور والمدن الجديدة والطاقة عموما والكهرباء خصوصا، وكذلك الإنجاز الكبير فى علاج فيروس سى، وبدء برنامج الإصلاح الاقتصادى، واستعادة الجانب الأكبر من الاستقرار، وتوجيه ضربات مؤثرة للإرهابيين، بفضل تضحيات الحيش والشرطة، وغالبية المجتمع.

لكن هناك إحساسا عاما لدى غالبية المواطنين، بأن الحريات عموما وحرية التعبير خصوصا تتراجع بصورة فادحة.
المشكلة أن الأمر يؤثر فعلا على بقية الملفات، وعلينا أن نتذكر أنه فى السنوات الأخيرة من حكم حسنى مبارك، كانت المؤشرات الاقتصادية الكلية مرتفعة وجيدة جدا، ومعدل النمو وصل إلى سبعة فى المئة، والاحتياطى النقدى تجاوز ٣٦ مليار دولار، والسياحة فى أزهى فتراتها وكذلك تحويلات المصريين فى الخارج. وعلى الرغم من كل ذلك كانت غالبية المصريين لا تشعر بالرضا، والسبب ملف الحريات، وسوء توزيع الثروة وغياب أى أمل فى تداول سلمى للسلطة.

سيقول البعض إن المجتمع غير جاهز للديمقراطية على الطريقة الغربية، وإن أى انتخابات برلمانية مفتوحة سوف تأتى إما بالمتطرفين وإما بمن يملكون الأموال الكثيرة. قد يكون ذلك صحيحا، وبالتالى فإن السؤال هو: لماذا لا نبدأ من الآن فى تهيئة المجتمع للديمقراطية الصحيحة، عبر تجفيف منابع الإرهاب والتطرف وتصويب الخطاب الدينى، وإتاحة هامش حقيقى للحريات، خصوصا للمجتمع المدنى، وتشجيع الأحزاب المدنية على الوقوف على قدميها والانطلاق، حتى تكون حائط صد أمام المتطرفين.

حاربوا الإرهاب والإرهابيين والمتطرفين بأقصى قوة ممكنة، لكن لا تدخلوا فى معارك مع بقية المجتمع. المنطق يقول أن تحاولوا كسب أكبر عدد ممكن من الناس وقوى المجتمع، بدلا من كسب الخصوم مجانا.

يقول الرئيس فى كلمته إن مصر تسع الجميع، وهذا قول صحيح، وفى غاية الأهمية، وبالتالى يصبح السؤال الجوهرى هو: كيف يمكن ترجمة كلام الرئيس على أرض الواقع، وكيف يمكن زيادة المساحات المشتركة بين المصريين؟!.

يفترض أن توجيهات وتعهدات ووعود الرئيس فى بداية فترته الرئاسية الثانية، موجهة إلى الحكومة والمؤسسات والهيئات والأجهزة المختلفة لكى تقوم بتطبيقها على أرض الواقع.

يقول الرئيس إنه سيعمل مع جميع المصريين من دون تمييز، وبالتالى فإن الذين ينصبون من أنفسهم محتكرين للوطنية أو ناطقين حصريين باسم الوطن، أن يراجعوا أنفسهم. واجهوا الإرهاب والتطرف بكل ما تملكون، لكن، توزيع صكوك الوطنية أو اتهامات العمالة، يدمر المجتمع بأكمله، بل يضر الحكومة والنظام أكثر مما يفيده.

لو ان النظام تمكن من استعادة روح ٣٠ يونيه، خصوصا التوافق الوطنى الذى أسقط مشروع الإخوان، فسوف يكون قد قطع خطوة مهمة للأمام. ليس مهما أشخاص معسكر ٣٠ يونيه، بل المقصود القوى السياسية والمؤسسات والنقابات، واتحادات الطلاب، والمثقفين، والعناصر الفاعلة فى المجتمع المدنى.

أتمنى أن يستهل الرئيس فترته الثانية بلقاءات مع ممثلين لهذه القوى، حتى يبعث برسالة طمأنة للجميع، خصوصا أن المخاوف داخل المجتمع صارت كبيرة، وتهدد الكثير من الإنجازات التى تحققت.

لو أنه تم تطبيق وتنفيذ وعود الرئيس على أرض الواقع فسوف تكون أفضل هدية حصل عليها المصريون، فى الوقت الراهن.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آلية تنفيذ وعد الرئيس آلية تنفيذ وعد الرئيس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon