توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن يعود المصريون من الخارج!

  مصر اليوم -

قبل أن يعود المصريون من الخارج

بقلم - عماد الدين حسين

تحويلات المصريين فى الخارج بلغت ١٧٫٣ مليار دولار فى ثمانية أشهر من يوليو ٢٠١٧ إلى فبراير ٢٠١٨، وبلغت ٢٦٫٤ مليار دولار فى ١٣ شهرا من نوفمبر ٢٠١٦ إلى نهاية نوفمبر ٢٠١٧، مقابل ٢٢٫٣ مليار دولار فى الفترة المماثلة لها من العام الذى سبقه. والمتوسط العام للتحويلات يصل إلى أكثر من ٢٢ مليار دولار طبقا لبيانات رسمية.

هذا الرقم صار يمثل واحدا من أهم مصادر العملة الأجنبية للاقتصاد المصرى، بعد ان تراجع بصورة ملحوظة عقب ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، والتوتر الذى ساد علاقات مصر ببلدان المنطقة، وعودة غالبية العمالة المصرية من ليبيا.

الخبر المزعج الذى ينبغى أن نهتم به كثيرا هو أننا قد نستيقظ قريبا على تطور تتوقف فيه غالبية هذه التحويلات وبالأخص من بلدان الخليج.

كتبت عن هذا الموضوع قبل ذلك، لكن لم أكن أتوقع أن تتراجع الاقتصادات الخليجية بهذه الوتيرة.

المتابع للأوضاع الخليجية سوف يكتشف مجموعة من التطورات التى لم نكن نظن أننا سنصل إليها.

غالبية دول الخليج صارت توجه جزءا كبيرا من نفقاتها إلى تمويل حروب وعمليات عسكرية فى المنطقة. فبعد أن تم استنزاف الخليج فى الحرب السورية، صارت اليمن هى «البلاعة» التى تلتهم جزءا كبيرا من أموال الخليج.

نتيجة لذلك بدأت العديد من دول الخليج فى فرض رسوم متزايدة على اسر العاملين والمرافقين لهم، وفرض ضريبة القيمة المضافة، وكذلك رسوم جمركية، الأمر الذى ألغى العديد من المزايا التنافسية للأسواق الخليجية.

التطور الأبرز أن بلدانا خليجية كثيرة فرضت رسوما على تحويلات العمالة الأجنبية لديها بنسب تتراوح بين ٥ و ١٠٪. أما التطور الملفت جدا فكان قرار دول خليجية ومنها السعودية توطين العديد من الوظائف، الأمر الذى يعنى آليا الاستغناء عن العمالة العربية منها.

هل نلوم الخليج أنه بدأ يتخذ إجراءات تقشفية أو يحاول توطين العمالة؟!

بالطبع لا، لكن هناك سياسات أدت إلى إغراق وتوريط العديد من بلدان الخليج فى مشاكل وأزمات لاستنزاف ثرواته، وهو أمر يطول الخلاف والجدل بشأنه، وليس هذا مكان مناقشته.

نحن هنا نطرح السؤال مجددا: إذا كانت النسبة الأكبر من عمالتنا موجودة فى الخليج خصوصا السعودية والإمارات والكويت. وهى صاحبة النسبة الأكبر من تحويلات العملة الصعبة، فهل لدينا أى دراسات أو استعدادات لاحتمال أن تبدأ هذه العمالة فى العودة؟!

قبل أن نفكر فى الإجابة علينا معرفة أن عدد الذين غادروا السعودية فى الفترة الاخيرة يصل إلى اكثر من ٧٠٠ ألف، وهو رقم كبير جدا منه مصريون. هؤلاء لم يعودوا قادرين على التوفير فى ظل أن غالبية الأسعار ومنها الوقود والكهرباء قد ارتفعت بصورة فلكية. كما أن العديد من المصريين قاموا بتسفير أسرهم، حتى يقللوا من فاتورة الاستهلاك، ويصبح هناك حد أدنى من التوفير، خصوصا بعد فرض الرسوم على تحويلاتهم المالية وعلى أسرهم.

نعود إلى السؤال الجوهرى وهو: ماذا فعلنا، أو ماذا ننوى أن نفعل لمواجهة هذا السيناريو، خصوصا أن هناك أطرافا إقليمية ودولية تسعى بكل الطرق إلى إغراق المنطقة فى حرب طائفية بين السنة والشيعة. اذا حدث ذلك ــ لا قدر الله ــ فإننا جميعا سنخسر خسارة كبيرة ولا يكون هناك رابح الا إسرائيل وكل أعداء العرب والمسلمين.

صانع القرار الاقتصادى والسياسى ينبغى أن يكون مستعدا من الآن لأى تطورات، وعليه أن يضع فى حساباته أسوأ السيناريوهات.

أولا: علينا أن نبذل كل جهودنا لمنع المخطط الأمريكى الإسرائيلى لتوريطنا فى حرب عبثية مع إيران، وأن نبحث عن حلول عملية لصالح المنطقة، وأن نقنع إيران، بأنها ستخسر كثيرا إذا لم تتوقف عن محاولات الهيمنة على المنطقة.

ثانيا: لا بد من إجراءات اقتصادية عاجلة للتحول إلى مشروعات استثمارية حقيقية تجعلنا نتوقف عن الاعتماد على مصادر ليس لنا قدرة على التحكم فيها.

ثالثا: علينا إعادة تأهيل العمالة المصرية، والبحث عن أسواق جديدة لها سواء فى إفريقيا أو آسيا وأوروبا.

أخيرا: أتمنى أن يتم تشكيل لجنة أو آلية معينة لمتابعة هذا الموضوع حتى لا نتفاجأ بالمصيبة عند وقوعها، كما يحدث فى الكثير من الأزمات. وربنا يستر!!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن يعود المصريون من الخارج قبل أن يعود المصريون من الخارج



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon