توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يقتل المسيحىُّ مسيحيًّا؟

  مصر اليوم -

هل يقتل المسيحىُّ مسيحيًّا

بقلم - عماد الدين حسين

هل يمكن أن يقتل المسيحى مسيحيا؟.. وهل يمكن أن يقتل هذا المسيحى قسا أو قمصا أو أنبا يعمل تحت رئاسته الروحية؟!.

هذه الأسئلة بصياغات مختلفة هى التى انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى بعد مقتل الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس أبو مقار فى وادى النطرون يوم الأحد الماضى، فى «قلايته» أو مقر سكنه داخل الدير الذى يقع على مساحة تزيد على 3000 فدان. 

التحقيقات لاتزال جارية فى الحادث، وكل الاحتمالات واردة بالطبع، بعد أن استجوبت النيابة وسألت أكثر من 400 عامل و150 راهبا فى الدير.

من وجهة نظر كثير من الإخوة المسيحيين فإن الإجابة هى: «لا» قاطعة، ويستحيل حدوثها بالمرة!.

والهدف من هذا المقال ليس «من الذى قتل الأنبا؟»، ولكن إلقاء الضوء على طريقة تفكير بعض المصريين.

قرأت لإخوة أقباط كثيرين يقولون إن القاتل لابد أن يكون إرهابيا، يريد إحداث فتنة جديدة مع المسلمين لمصلحة مؤامرة إقليمية ودولية شاملة ضد مصر.

وطبعا لا أستبعد ذلك، لأن المؤامرة فى هذا المجال موجودة منذ زمن طويل، لكن السؤال المنطقى الذى يفترض أن نسأله لأصحاب هذا السيناريو هو: على أى أساس أو أدلة أو معلومات أعلنتم توقعاتكم بعد وقوع الحادث بدقائق قليلة؟ هل لديكم أى دليل، أم أنكم تتحدثون عن أمنياتكم وتصوراتكم فقط؟!.

من الوارد أن يكون القاتل إرهابيا، أو على خلفية جنائية أو ربما من داخل الدير نفسه لتصفية حسابات معينة.

فى هذا الشأن قرأت لكاتبة صحفية مستنيرة، كلاما منطقيا على صفحتها على الفيسبوك تقول فيه نصا: «المسيحيين بتوع يستحيل راهب يقتل رئيس الدير مهما حصل.. أذكرهم بالآتى:

1 ــ هو اللى باع المسيح كان إرهابى ولا حرامى.. ده كان واحد من تلامذته كان بياكل معاه من الطبق نفسه.. شاف معجزاته وقدراته على شفاء المرضى وإقامة الموتى وإخراج الشياطين وغيرها من المعجزات اللى باختصار تخلى أى واحد يخاف يخونه.. لكن بالرغم من كدة تجرأ وباعه للموت عادى يعنى.

2 ــ يعنى الجملة القادمة هى بعيدة عن قناعاتى تماما لأنى بطلت أصدق الحكايات دى.. بس خلينى أقولها كرد بلغة الناس اللى هى ضد فكرة أن راهب يقتل: «بستان الرهبان والسنكسار اللى الكنيسة والمسيحيين بيحبوه مليان قصص كتير عن قديسين كانوا رهبان ومشهود لهم بالتقوى والورع وكانوا أقرب للسواح.. لكن رفاقهم من الرهبان كانوا غيرانين منهم وبيحسدوهم وبيكرهوهم.. فكانوا بيتآمروا عليهم عشان يدمروهم ويتخلصوا من وجودهم بأى طريقة، فعادى برضه يعنى.. الاسترشاد بالموضوع ده مش معناه أن جريمة قتل رئيس دير أبو مقار بسبب غيرة وحسد من تقواه.. لكن أنا بسترشد بفكرة أن مجتمع الرهبان زيه زى أى مجتمع بشرى يعنى يحصل فيه أى حاجة.. دول بشر لا مؤاخذه..

غريبة أوى الناس اللى بتعترف بالتاريخ ده، وفى نفس ذات الوقت بترفض أنها تكون جزء منه.. آه نقرأ عنه لكن ميحصلش عشان محدش يشمت فينا».

كلام الكاتبة الصحفية ــ وهى بالمناسبة قبطية ــ منطقى جدا، وحتى لا يغضب بعض أصدقائى الأقباط أقول لهم إن هذا الأمر يحدث فى كل الديانات والمذاهب السماوية والوضعية. وثلاثة من الخلفاء الراشدين فى الإسلام قتلهم مسلمون، عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب قتلا فى المسجد، وعثمان بن عفان قتل فى منزله على يد تحالف من ثوار من غالبية الأمصار الإسلامية. والقتلة كانوا يعتقدون أنهم ينفذون صحيح الدين، ووزير الأوقاف الأسبق محمد الذهبى قتله أنصار تنظيم التكفير والهجرة الذى كان يقوده شكرى أحمد مصطفى عام 1977، والحوادث المماثلة فى هذا الأمر أكثر من أن تحصى.

من مزايا وسائل التواصل الاجتماعى القليلة هذه الأيام، أنها أطلقت كميات من الهواء النقى فى مناخاتنا المتكلسة، ومناقشة ما كنا نظن أنه ثوابت، ثم تبين لنا أنها ليست كذلك.

لكن السؤال يظل قائما: ما هى خلفيات مقتل الأنبا ابيفانيوس؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يقتل المسيحىُّ مسيحيًّا هل يقتل المسيحىُّ مسيحيًّا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon