توقيت القاهرة المحلي 06:19:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل تتجسس على أصدقائها.. فما البال بأعدائها؟!

  مصر اليوم -

إسرائيل تتجسس على أصدقائها فما البال بأعدائها

بقلم - عماد الدين حسين

إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأجهزة استخباراته حاولت زرع جهاز تنصت فى دورة مياه مكتب رئيس الوزراء البريطانى الأسبق بوريس جونسون، وهو أحد أصدقائها المقربين، فماذا ستفعل مع خصومها وأعدائها أو التى تشعر بأن السلام معهم بارد ومجمد؟!
يوم الجمعة الماضى رجح جونسون على ذمة ما قاله لصحيفة الجارديان فى مناسبة قرب نشر مذكراته، أنه عندما استقبل نتنياهو فى مكتبه فى لندن فى عام ٢٠١٧، طلب الأخير أن يدخل دورة مياه المكتب، وبعدها وحينما قامت أجهزة الأمن بفحص المرحاض عثرت على جهاز تنصت.
نعرف أن جونسون كان من أشد المؤيدين فى حزب المحافظين لإسرائيل، وبالتالى فإذا كان نتنياهو سعى لزرع جهاز تنصت فى مكتبه، فالمؤكد أنه سيفعل ذلك هو وأجهزة مخابراته فى أى دولة أخرى.
ولماذا نذهب بعيدًا، وهل هناك دولة أقرب لإسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية؟!
المؤكد أن الإجابة هى لا، بل إن المرء الآن يحار هل هما دولتان منفصلتان أم دولة واحدة فى مكانين مختلفين؟!
رغم كل ما قدمته وتقدمه أمريكا إلى إسرائيل فإن الأخيرة حاولت أكثر من مرة التجسس عليها، والدليل الأبرز على ذلك هو قضية الجاسوس جوناثان بولارد.
هو أمريكى يهودى، وكان يعمل محلل استخبارات فى القوات البحرية الأمريكية وتجسس على بلاده لصالح إسرائيل وزودها بوثائق كثيرة مهمة منها ما ساعد إسرائيل على قتل قياديين فلسطينيين فى تونس.
تم القبض عليه واعترف بالتجسس وحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام ١٩٨٦، ورغم الإنكار الإسرائيلى بأنها جندته، فقد منحته الجنسية الإسرائيلية عام ٢٠٠٨، وتم الإفراج عنه عام ٢٠١٥ بعد أن قضى فى السجن ٣٠ عامًا و٥ سنوات تحت الإفراج المشروط.
وبالتالى إذا كانت إسرائيل تتجسس على «ولية نعمتها» بكل ما يعنيه المصطلح من معنى، فالمؤكد أنها تتجسس أو تحاول التجسس على الجميع، وبالتالى فلا نندهش حينما نقرأ عن محاولات إسرائيل التجسس على أمريكا أو بريطانيا، والدولتان هما فى مقدمة داعميها بالمال والسلاح والدبلوماسية والإعلام وكل أنواع الدعم.
كما لا ننسى دور بريطانيا فى إصدار وعد بلفور المشئوم فى ٢ نوفمبر عام ١٩١٧ الذى أعطت بموجبه بريطانيا التى لا تملك وعدًا لإسرائيل التى لا تستحق الحق بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين.
أكتب عن هذا الموضوع لأن هناك تفكيرًا عاطفيًا عربيًا يقول إنه ما دام تمت إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وبعض الدول العربية. فإن ذلك يعنى توقف النشاط الاستخبارى الإسرائيلى ضد هذه الدول، وبالتالى فلا داعٍ لتضييع الوقت فى إنفاق الوقت والجهد والمال فى متابعة الأنشطة الاستخبارية الإسرائيلية.
هذا النوع من التفكير العربى هو أفضل هدية يمكن أن يتم تقديمها إلى إسرائيل على الإطلاق، خصوصًا فى هذه الأيام الصعبة التى كشرت فيها إسرائيل عن أنيابها الاستخبارية، وسجلت نجاحات ملحوظة خصوصًا فى اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى قلب أحد مقرات الحرس الثورى فى طهران أواخر يوليو الماضى ثم اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله والعديد من قادة حزب الله اللبنانى فى الأسابيع الأخيرة.
أتصور بعد تطورات الأسابيع الأخيرة وكذلك بعد عملية «البيجر» وتفجير هذه الأجهزة فى عناصر حزب لله، فقد يكون مطلوبًا من كل أجهزة الأمن العربية أن تعيد حساباتها وسائر عمليات تأمينها من جديد، خصوصًا أن إسرائيل تتلقى كمًا هائلًا من المعلومات الاستخبارية من الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية تجعلها تبدو عملاقًا استخباريًا، وهى ليست كذلك بالمرة، وهو موضوع يحتاج إلى نقاش لاحق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تتجسس على أصدقائها فما البال بأعدائها إسرائيل تتجسس على أصدقائها فما البال بأعدائها



GMT 02:50 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

خطى تتعثَّر

GMT 02:41 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إيران باتت تدافع عن نفسها

GMT 02:31 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روح أكتوبر!

GMT 02:28 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أكتوبر.. رمز النصر والإرادة

GMT 02:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
  مصر اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 15:25 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء المصري يكشف موعد عودة حركة البناء

GMT 05:15 2020 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدرهم المغربي الجمعة

GMT 20:33 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بصحراوى وادى النطرون

GMT 03:28 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة لقاء الخميسي تبهر جمهورها بإطلالة مميزة

GMT 01:52 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كهربا يتسبب في أزمة جديدة مع رئيس نادي الزمالك

GMT 11:37 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تسريحات للشعر الكيرلي القصير بأسلوب النجمات

GMT 10:07 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ديكورات مميزة لغرف نوم الفتيات الصغيرات

GMT 20:22 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

حكيم يشعل حماس الجماهير في استاد القاهرة

GMT 00:38 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تعثر مفاوضات انتقال اللاعب حمدي فتحي إلى "الأهلي"

GMT 16:10 2018 الأحد ,26 آب / أغسطس

طريقة إعداد الكبة النية اللبنانية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon