توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دفاعًا عن سوريا وليس الأسد

  مصر اليوم -

دفاعًا عن سوريا وليس الأسد

بقلم : عماد الدين حسين

 مساء الخميس قبل الماضى، التقيت بأستاذ للعلوم السياسية، فى مسجد الحامدية الشاذلية، خلال تقديم واجب العزاء فى الإعلامية الكبيرة الراحلة آمال فهمى.

الرجل عاتبنى بشدة لأنه يرى أن كتاباتى لا تؤيد سياسات الرئيس السورى بشار الأسد، الذى يواجه الإمبريالية والصهيونية ورعاة الإرهاب من كل حدب وصوب.

تحدث الدكتور كثيرا، مؤكدا أن الهجمة الراهنة، تحتم على كل العرب الاصطفاف خلف القيادة السورية، حتى يتم دحر الإرهاب، وأنه يستغرب أننى أصف نفسى بأننى قومى عربى، وفى الوقت نفسه لا أؤيد الأسد فى صراعه ضد الغرب وإسرائيل!!!.

استمعت لكل ما قاله لى أستاذ العلوم السياسية، وقلت له إننى احترم رأيه تماما، لكنى أختلف معه كثيرا. ووجهة نظرى المتواضعة أن إحدى مشكلاتنا العربية الكبرى أننا نربط بطريقة ميكانيكية بين الحاكم وبلده.

قال لى الدكتور إن سوريا تتعرض لمؤامرة كبرى تستهدف كيانها ووحدتها. وقلت له إننى موافق على ذلك تماما، لكن من المهم جدا أن نفكر قليلا، لماذا تمكنت هذه القوى الكبرى من تحقيق أهدافها فى سوريا والعراق وليبيا واليمن بمثل هذه السهولة؟! ولماذا فشلت فى تحقيق نفس الأهداف فى دول عربية أخرى، على الرغم من أن الهدف واحد وهو تفكيك المنطقة واستنزاف ثرواتها وجعل إسرائيل هى المهيمنة على المنطقة؟!!!.

بوضوح شديد أعتقد أن قوى غربية تحاول فعلا التآمر على المنطقة، لكن ذلك لا ينجح إلا حينما تكون التربة مهيأة لذلك.

راجعوا الأماكن والبلدان التى نجحت فيها المؤامرة، وسوف تكتشفون أنها نفس الأماكن التى انتشر فيها الظلم والجهل والتخلف والاستبداد والطائفية والبلطجة وسوء توزيع الثروات، على الرغم من كثرتها أحيانا.

أدين العدوان الأمريكى البريطانى ضد العراق عام ٢٠٠٣، بكل قوة، وأدينه الآن ضد سوريا. لكن وبعد الإدانة علينا أن نفكر ونقرأ الوقائع والأحداث حتى لا تتكرر المأساة فى بلد عربى غدا أو بعد غد لا قدر الله.

ما كان ممكنا للمؤامرة الأمريكية أن تنجح ضد العراق، لولا أن صدام حسين فشل فى تحقيق الحد الأدنى من التوافق بين مختلف مكونات بلده، والنتيجة أنه خسر الشيعة والأكراد وغالبية السنة. دخل فى حرب عبثية مدتها ثمانى سنوات مع إيران، دمرت البلدين والمنطقة وقتلت الملايين وأهدرت مئات المليارات من الدولارات.

إسرائيل تتآمر على سوريا علنا منذ عام ١٩٤٨، لكنها فشلت فى إخضاع سوريا، إلا أن كل أهدافها تحققت بيد السوريين أنفسهم بدءًا من ٢٠١١.

هناك تآمر لاشك على سوريا من قوى خارجية، وللأسف من قوى عربية خصوصا فى الخليج، لكن علينا أن ندين أيضا السياسات التى قادت إلى كفر بعض السوريين بكل شىء بفعل السياسات المستبدة والطائفية للنظام.

علينا أن نلوم حلف الأطلنطى وقطر وتركيا وبعض العرب على دورهم فى تدمير ليبيا، لكن علينا أيضا ألا ننسى أن نظام القذافى هو الذى حرق هذا البلد ودمر مؤسساته بطريقة منهجية، بحيث صار على الصورة التى نراها الآن.
المؤامرة موجودة دائما، لكنها لا تنجح إلا حينما تكون التربة الداخلية مهيأة لنجاحها.

أعود مرة أخرى وأؤكد إدانتى الكاملة للعدوان الثلاثى الأخير ضد سوريا، وكتبت ذلك بالفعل أكثر من مرة، وتحدثت عنه فى أكثر من فضائية خلال الأيام الماضية.

قوى العدوان لا تريد الخير لسوريا أو للمنطقة. كما أنها ليست معنية بأطفال سوريا أو منزعجة من احتمال استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين.

أدافع عن سوريا ــ هذا البلد العربى الكبير والعظيم والشقيق ــ بلا حدود وأتمنى انتصاره على قوى البغى والعدوان ومنظمات الإرهاب، سواء كانت داعش أو القاعدة أو الإخوان، لكن ذلك لا يعنى الاصطفاف وراء نظام بشار الأسد.

ما لم تتغير فلسفة الحكم وتعود سوريا وطنا لكل أبناءها، فإن سلسال الدم سوف يستمر، ويعطى فرصة أكبر للعدوان الغربى الصهيونى لكى يستمر بلا توقف،وبدأت أوقن أن من مصلحة المتآمرين استمرار اللعبة الجهنمية بين النظام والإرهابيين، حتى يسهل تدمير كل سوريا لعشرات السنين، ولا حول ولا قوة الا بالله.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفاعًا عن سوريا وليس الأسد دفاعًا عن سوريا وليس الأسد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon