توقيت القاهرة المحلي 17:45:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خشونة ترامب.. ونعومة أسلافه!!

  مصر اليوم -

خشونة ترامب ونعومة أسلافه

بقلم : عماد الدين حسين

 هل هناك فارق بين الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب، وبقية الرؤساء الأمريكيين السابقين، ومعهم قادة اوروبا، فيما يتعلق بالتعامل مع بلدان الخليج ومحاولة «حلب أو استحلاب» ثروات هذه المنطقة؟!
الحقيقة لمن يتابع الأمور عن قرب أنه لا يوجد فارق بالمرة.. ربما يكون الاختلاف فى الشكل فقط، وهو ان ترامب اكثر وضوحا، ويتعامل مع العرب وغير العرب، كما يقولون «على بلاطة» أو على سجيته، وصراحته التى تبدو فظة أو فجة فى كثير من الأحيان.

الكثير من العرب تناقلوا فى الأيام الماضية تصريحات ترامب، حينما استقبل ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى البيت الأبيض، وقال نصا عقب اللقاء:

«السعودية دولة ثرية جدا، وسوف تعطى الولايات المتحدة كما نأمل بعضا من هذه الثروة، فى شكل وظائف وشراء معدات عسكرية». وقال ايضا: «شرف لنا ان نستضيف ولى العهد السعودى والوفد المرافق له الذى اعرف الكثير منهم، والتقيتهم فى مايو الماضى خلال زيارتى للرياض، عندما وعدتنا السعودية بـ400 مليار دولار لشراء معداتنا العسكرية وأشياء أخرى، العلاقة بيننا فى أقوى درجاتها على الإطلاق ونفهم بعضنا البعض، ولا يوجد أحد فى أى مكان بالعالم قريب حتى من قوة صواريخنا وطائراتنا وكل معداتنا العسكرية من ناحية التكنولوجيا ونوعية المعدات، والسعودية تقدر ذلك، فهم اجروا اختبارات لكل شىء ويفهمون ذلك جيدا، وربما أفضل من الجميع».

انتهى الاقتباس من كلام ترامب، ونعود إلى مناقشة الفكرة التى بدأنا منها، وهى: ما الجديد فى كلام ترامب؟
لا شىء غير انه يكشف ان «أمريكا الترامبية»، صارت تتعامل مع العالم عموما والعرب خصوصا بمنطق «الدفع الفورى» أو: «ادفع الان لتحصل على خدماتنا وحمايتنا لاحقا»!!! تفعل ذلك مع السعودية كما تفعله مع قطر وغيرهما.

ترامب قال ذلك علنا لليابان وكوريا الجنوبية، ولعموم اوروبا، بل ولحلف الاطلنطى.

الرؤساء الامريكيون السابقون كانوا يفعلون نفس الشىء. الفارق فقط انهم كانوا يفعلونه من خلف الكواليس، وبقفازات حريرية ناعمة، لا يشعر بها احد. ولم يكن هناك وقتها وسائل تواصل اجتماعى ترصد كل شاردة وواردة، وتحصى على المسئولين انفاسهم، وربما أحلامهم!!

أمريكا تمارس هذه السياسة مع الخليج منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، وهى تسلمت الراية من بريطانيا، التى اخترعت هذه الصيغة، حينما كانت تستعمر اجزاء واسعة فى منطقة الخليج العربى، وغالبية الوطن العربى.

يوم الثلاثاء الماضى امسك ترامب متباهيا بخريطة ملونة توضح المشتريات التى تزمع السعودية شراءها. وأغلب الظن انه يخاطب الامريكيين عموما وجمهوره المحافظ خصوصا ليقول لهم: «انظروا ماذا حصلت لكم من صفقات ستعود اليكم فى صورة وظائف واستثمارات؟!!».

كل الرؤساء السابقين حصلوا على صفقات بمئات المليارات من الدولارات من السعودية وغالبية بلدان الخليح، وهو الامر الذى تفعله بريطانيا وفرنسا والى حد ما روسيا.

الامر لا يتوقف فقط على الاسلحة، بل يمتد إلى الصناعات المدنية، وأبرز مثال على ذلك طائرات الركاب.
قبل نحو 15 عاما، وقعت دولة خليجية صفقة طائرات ايرباص مع الشركة الاوروبية المالكة. الصفقة كانت ضخمة. وفى اليوم التالى كان مفاجئا ان توقع نفس الدولة صفقة ضخمة ايضا مع شركة بوينج الامريكية. سألت وقتها احد العارفين فقال لى، ان الامريكيين اخبروا الدولة الخليجية حينما وقعت الصفقة مع ايرباص، ان ذلك يعتبر سلوكا عدائيا ضد امريكا، ومحاولة لاسقاط واضعاف شركتها بوينج فى منافستها المحتدمة مع ايرباص، وهكذا تم توقيع الصفقة فى اليوم التالى.

هذا المثال يتكرر فى مجالات وصفقات كثيرة، يتدخل فيها قادة وزعماء الدول الكبرى، حينما يحاولون تصدير منتجاتهم للدول الاخرى وليس فقط للبلدان العربية.

السؤال الذى يفترض ان نناقشه بجدية هو: هل الحكام العرب، يدافعون عن المصالح القومية لبلدانهم وامتهم فى صفقاتهم مع الخارج، وهل هم بحاجة لكل هذه الاسلحة، والى من يوجهونها، خصوصا ان الاسلحة القديمة صارت كهنة فى المخازن، أو تم استخدامها فى حروب اهلية أو طائفية أو بين الاشقاء بعضهم البعض؟

بالطبع تحتاج كل دولة للسلاح للدفاع عن حدودها وأمنها.. لكن السؤال الجوهرى هو: هل هذه الصفقات العربية الضخمة لضمان أمن الدول ام امن العروش.. ومتى نحلم بتوجيه اموال الاسلحة التى لا نحتاجها إلى الارتقاء بعقول واجساد المواطنين العرب من المحيط إلى الخليج؟!

 نقلاًعن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خشونة ترامب ونعومة أسلافه خشونة ترامب ونعومة أسلافه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon