هل هناك علاقة بين توقيت مباراة مصر والسعودية فى كأس العالم، وبين الإعلان عن شراء نادى الأسيوطى من قبل شركة سعودية، وفتح مزاد لشراء أكبر عدد ممكن من نجوم الدورى المصرى؟!
السؤال ليس من عندى ولكن قرأته فى ثلاث صحف قومية صباح الأربعاء الماضى هى الأخبار والأهرام والجمهورية، والمؤكد أنها ليست مصادفة بالمرة!!.
التقرير المتميز الأول كتبه من موسكو الصديق إبراهيم المنيسى فى «الأخبار»، وجاء فيه: «أعرف خطة كوبر كانت دفاعية وطريقته كتفت اللاعبين، وحدت من خطورتهم، ولكن عندما نلعب أمام المنتخب السعودى الشقيق، وهو من شال خمسة من روسيا، وظهر لاعبوه أقل كثيرا من قدرات نجوم سعوديين سابقين، وإذا بنجوم منتخب مصر تائهون فاقدون الروح والضغط والرغبة.. والأخيرة هذه قضية خطيرة».
التقرير المتميز الثانى للزميل محمود صبرى فى «الأهرام»، حيث رصد ١٦ مشهدا وراء هزائم المنتخب فى المونديال، وفى المشهد الرابع عشر قال: «انشغال بعض اللاعبين المحليين فى تشكيلة المنتخب بالهوس المادى الذى ضرب سوق الاحتراف، وحجم الإغراءات القاتلة، وإشاعة بيع بعض اللاعبين لأحد الأندية.. كيف يتم ذلك، ولماذا ليلة المباراة، ومتى تمت المفاوضات، ومن سمح بذلك؟!».
اما الكاتب الصحفى جمال هليل، فقد كتب تحليلا فى «الجمهورية»، حاول فيه ان يجيب عن سؤالى صبرى والمنيسى، حينما قال: «المصيبة الكبرى أن هناك اللهو الخفى الذى يطلق عليه «ت. أ. ش» الذى شغل لاعبى المنتخب بمفاوضات نادى الأهرام الجديد، وبدأ فى استقطاب اللاعبين وأخرجهم عن التركيز، ولا أستبعد أن يكون جهاز المنتخب على علم بكل ما يحدث، وهم شركاء مع هذا المسئول فى تشتيت انتباه اللاعبين قبل لقاء السعودية».
سنفترض أن الامر مصادفة، وأنه استثمارى بحت، ولم يكن موجها للتأثير أو الضغط على اللاعبين المصريين، سواء الذين يلعبون فى الدورى السعودى، أو الذين تم مفاتحتهم فى الانتقال للنادى الجديد «الأهرام» أو «الأسيوطى سابقا»، وبالتالى نكرر السؤال: ألم يلفت نظر أى مسئول فى الرياضة المصرية، خصوصا اتحاد الكرة هذا التزامن الغريب، الذى بدأ قبل مباريات كأس العالم مباشرة، ثم زاد كثيرا قبل مباراة مصر والسعودية؟!.
وحتى لا نلقى الاتهامات جزافا نسأل بصدق: هل كان الأمر مخططا، أم هو مجرد مصادفة زمنية؟!.
بعد الهزيمة من روسيا قال لى صحفى مصرى كبير، كان موجودا فى روسيا إنه يخشى من محاولات كثيرة هنا وهناك للتأثير على معنويات اللاعبين المصريين، والتأثيرعلى تركيزهم قبل مباراة السعودية!!
ناقشته كثيرا، وأذكر أننى قلت له إن ثقتى فى اللاعبين المصريين بلا حدود. ثم تناقشنا مطولا فى المحاولات المضنية وبعضها «مكشوف جدا» للتأثير على اللاعبين.
ثم حصل ما حصل فى المباراة، وأصيب من أصيب، وسمعنا قصصا وحكايات كثيرة، يصعب كتابتها هنا لأنها شفاهية وسماعية ولا يمكن إثباتها لأنها تتعلق باشياء غير ملموسة.
أتمنى أن يفيق اتحاد الكرة من غفوته، وأن يبدأ فى متابعة ما يحدث فى الرياضة المصرية، وأن يضع النقاط فوق الحروف، وأن يحاول حسم بعض النقاط المعلقة خصوصا فيما يتعلق بملايين الدولارات التى يتم بعثرتها يمينا ويسارا. بعضها تم بعثرته قبل شهور، وبعضها يتم بعثرته الآن.
لا تتركوا الاشياء للمصادفة، أحكموا الرقابة من الآن. ليس عيبا بيع لاعب أو نادٍ، فنحن فى زمن الاحتراف، لكن العيب هو «اللعب الخفى»، و«اللعب المالى غير النظيف».
من الملفت جدا ايضا ما كتبه كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، فى عموده بالصفحة الأخيرة بالأخبار فى يوم الأربعاء أيضا، تحت عنوان «فتنة الدولارات التى تزامنت مع المونديال وهبطت على اللاعبين من نادٍ مجهول اسمه الأسيوطى، وما يحدث ليس استثمارا ولكنه اختراق».
علينا أن نتذكر ما حدث فى صفقة انتقال نيمار من برشلونة إلى نادى باريس سان جيرمان الذى تملكه حكومة قطر، وصفقات أخرى كثيرة، لم تكن كلها رياضية، بل تداخل فيها كل شىء، ووقتها فتح الفيفا تحقيقا بشأن «هل تم اختراق قواعد اللعب المالى النظيف؟!».
أخشى أن تكون الرياضة هى البوابة الجديدة فى تشتيت الانتباه داخل المجتمع المصرى.
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع