توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سيفون سبورت».. ومشكلة مصداقية الإعلام

  مصر اليوم -

«سيفون سبورت» ومشكلة مصداقية الإعلام

بقلم - عماد الدين حسين

خالد محمد وجيه عبدالعزيز المواطن المصرى المقيم فى الكويت، والذى اخترع خبرا عن تعيين والده وزيرا للنقل على الرغم من أنه متوفى منذ عام ٢٠٠٨، لم يكن هو الأول عربيا أو عالميا الذى يفعل ذلك، وتقع ضحيته بعض المواقع الصحفية الإلكترونية الكبرى للأسف الشديد!!.
أشهر هذه المقالب على ما أذكر هو ما فعله أحد الأشخاص عام 2009، حينما اخترع اسما مقززا لموقع فرنسى وهمى هو «سيفون سبورت»، وكان ذلك أثناء التصفيات المؤهلة لكأس العالم فى 2010. وكانت هناك المباراة الشهيرة التى ستحدد الصاعد لكأس العالم بين منتخبى مصر والجزائر، والتى أقيمت فى أم درمان فى نوفمبر ٢٠٠٩ وانتهت بصورة مؤسفة جدا. هذا الموقع المزيف نشر تصريحا نقلا عن أحد المنتديات الشهيرة، على لسان الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولاى ساركوزى يؤكد فيه «بأنه يصلى كل يوم حتى لا يتأهل المنتخب الجزائرى للمونديال، لكى يحافظ على نظافة شوارع باريس من الفوضى التى قد تخلفها الجالية الجزائرية، وأنه يتمنى فوز المنتخب المصرى»!!!.
الفضيحة لم تتوقف عند حدود نقل الصحف والمواقع المصرية والعربية لهذا الخبر. لم يركز أحدهم على كلمة «سيفون» التى يحمل الموقع اسمها، بل امتدت الماساة لتصل للصحافة الجزائرية التى حول بعضها الأمر لقضية قومية، وتسبب الأمر فى حالة من التوتر الدبلوماسى بين الجزائر وفرنسا، أدت إلى مطالبة بعض الإعلاميين للسفير الفرنسى بالجزائر بأن يجرى تحقيقا رسميا حول الواقعة!!.
وعندما تبين للجميع أن الأمر بأكمله مقلب سخيف، خجل البعض من وقوعه فى هذا الكمين، لكن لم يلتفت الكثيرون وقتها إلى أن هذا الفيروس سينتشر بسرعة شديدة، وسيصاب ببعض رذاذه الكثير من وسائل الإعلام التى لا تبذل جهدا كبيرا للتحقق من صحة الأخبار.
اختراع مثل هذه النوعية من الأخبار صار أمرا سهلا إلى حد كبير. يكفى أن يكون هناك شخص صحفى أو يعرف طبيعة المهنة وذوق القراء أو المشاهدين لكى يؤلف خبرا أو قصة أو حتى يؤلف حوارا على لسان أى شخصية عامة أحيانا تكون وهمية أو ميتة!!!.
وبالمناسبة فإن غالبية الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى هى من نفس عينة خبر وزير النقل أو موقع السيفون، والأسوأ ان العديد من رواد السوشيال ميديا يصدقون هذه الأخبار، ويتعاملون معها على أنها حقائق دامغة. هؤلاء لهم عذر كبير لأن وسائل الإعلام الأساسية والكبرى لا تصل اليهم أو لا تبذل جهدا لتقديم أخبار صحيحة فى الوقت المناسب لكى تواجه الأخبار المضروبة.
خالد محمد وجيه وغيره من مؤلفى هذه الأخبار يريدون البرهنة على أن بعض وسائل الإعلام لا تتحقق من أخبارها بالقدر الكبير، وأحيانا لا تتحقق بالمرة. وللأمانة فقد نجحوا فى ذلك. لكن السؤال وهل كان هناك شك فى أن المصداقية غائبة عن معظم ما تنشره الصحافة المصرية؟
هناك قلة قليلة من وسائل الإعلام المصرية لا تزال «تعافر وتجاهد وتناضل» من أجل الالتزام بالحد الأدنى من قواعد المهنة، ومنها التحقق والتأكد من صحة الأخبار ومصداقيتها، على الرغم من الرياح الشديدة المناوئة لذلك فى الوسط الإعلامى المصرى بأكمله الا ما رحم ربى.
لا عذر بالمرة لأى صحيفة حينما تنشر أخبارا مزيفة، لكن علينا أن نسأل بعض القائمين على أمر الإعلام المصرى: ماذا فعلتم لتساعدوا من يحاول الالتزام بقيم المهنة وشرفها وتنوعها وحريتها؟ والأهم ماذا فعلتم مع الذين ينتهكون كل يوم جميع القواعد المهنية على رءوس الأشهاد من دون أن يرمش لهم جفن؟
مرة أخرى وليست أخيرة الموضوع أكبر كثيرا من مجرد خبر مفبرك وقع ضحيته البعض، علينا جميعا أن نسأل أنفسنا: وماذا نحن فاعلون لإنقاذ ملايين المصريين الذين يتعاطون مواد إعلامية على السوشيال ميديا أخطر كثيرا من خبر وزير النقل المزيف؟!!!.

نقلًا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سيفون سبورت» ومشكلة مصداقية الإعلام «سيفون سبورت» ومشكلة مصداقية الإعلام



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon