توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة

  مصر اليوم -

حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة

بقلم - عماد الدين حسين

فى 20 فبراير الماضى كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان «حال الإعلام فى بريطانيا.. وفى مصر!». وكان يفترض أن ينشر هذا المقال فى اليوم التالى مباشرة أى 21 فبراير، باعتباره مرتبطا به عضويا، لكن تلاحق الأحداث حال دون ذلك. أقول ذلك حتى لا يبدو مقال اليوم، وكأنه تبرير للخطأ الذى وقعت فيه عدة مواقع إخبارية مصرية، بشأن «وزير النقل المزيف أو الميت». الخطأ قاتل ولا ينبغى تبريره تحت أى مسمى.
بعد هذه المقدمة أعود إلى ما يحدث فى بريطانيا، فربما يكون مفيدا لمحاربة الأخبار المضروبة عندنا فى مصر.
التقرير أعدته الباحثة الاقتصادية البريطانية فرانسيس كورنكروس، بتكليف من رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى، عند «حال الإعلام البريطانى»، واستغرق عاما كاملا وشارك فيه خبراء يمثلون مختلف الجوانب الإعلامية والإعلانية.
فى التقرير عبر مستخدمو الأخبار عن مخاوفهم من عدم قدرتهم على التعرف على الأخبار الكاذبة، واعترف ربع مستخدمى منصات الإنترنت، بأنهم لا يعرفون كيفية التعرف على هذه الأخبار، أو التحقق منها.
التقرير الذى تم إعداده أساسا لمواجهة الأزمات الصعبة، طلب من منصات الإنترنت ضرورة التعرف السريع على الأخبار الكاذبة، وإزالتها من على المواقع، مقرا بأن خطر الأخبار الكاذبة يهدد الصحافة الورقية والرقمية، مقارنة بالراديو والتليفزيون.
الاتهامات موجهة طوال الوقت إلى «الفيسبوك» باعتباره المملكة التى شجعت هذه الأخبار الكاذبة، لكن متحدثا باسم الشركة قال إنهم يبذلون جهدا كبيرا للتأكد من أن الجمهور يتصفح أخبارا ذات مصداقية، وإنهم أحرزوا بعض التقدم فى توفير أدوات تمكن المستخدمين من معرفة الأخبار التى يعتمد عليها، بما فى ذلك زر يوضح مصادر الأخبار على الموقع.
ما سبق هو صلب ما جاء فى التقرير بشأن الأخبار الكاذبة، وللأسف يبدو أن هذا السرطان يصعب مقاومته بالأساليب العادية المتبعة حاليا. وما أصابنى بالهلع، أنه إذا كانت بريطانيا، بكل ما تملكه من إمكانيات وإعلاميين مؤهلين، غير قادرة حتى الآن على مواجهة هذه الظواهر الملعونة، فكيف يكون الحال فى البلدان النامية المغلوبة على أمرها؟!
التقرير يقول إن الاخبار الكاذبة تضرب الجميع، الدول المتقدمة والنامية، ولذلك علينا البحث بعمق فى كيفية مواجهتها.
المسألة باختصار أنه يمكن لمجموعة قليلة جدا من البشر، لكنها محترفة فى تزييف الأخبار، أن تصيب مجتمعا كاملا بالشلل، وتجعله يعيش فى فوضى وارتباك وتشوش. وبالتالى فإن مجموعة صغيرة منظمة وممولة جيدا، يمكنها أن تكون أخطر من حزب جماهيرى كبير، أو تنظيم سياسى عقائدى. هنا تبرز الخطورة التى تعانى منها العديد من المجتمعات.
كنا نظن أيضا أن «اللجان الإلكترونية» قاصرة على بعض الحكومات أو التنظيمات، لكن يبدو أنها بصدد أن تصير «أسلوب حياة» فى مناطق مختلفة من العالم.
التصميم الراهن للفيسبوك فى أحد جوانبه يعطى فرصة عبقرية لكل اللجان الإلكترونية أو التنظيمات الفردية المتطرفة أو المتمردة، أن تبث ما تشاء من أكاذيب أو حتى خطاب كامل ومتكامل، مملوء بالحقد والغل والتطرف سواء كان يعبر عن واقع حقيقى أم مملكة من الأوهام!
نتذكر جميعا أيضا فضيحة «كامبردج انالتيكا» التى تآمرت فيها شركة بريطانية مع فيسبوك للتأثير فى الاتجاهات التصويتية لخمسين مليون ناخب أمريكى خلال الانتخابات الرئاسية السابقة. هذه الحملة، صارت فضيحة مدوية، واستلزمت اعتذار مالك فيسبوك مارك زوكربيرج، أكثر من مرة أمام الكونجرس ومجلس العموم والصحافة. 
الدرس المستفاد من الفضيحة هو أنه إذا كانت الأخبار الكاذبة أو الموجهة أو الممنهجة، يمكن أن تؤثر فى الناخبين الأمريكيين، فالمؤكد أن خطورتها تزيد أكثر فى بلدان العالم النامى. والنتيجة الأخطر من وجهة نظرى، هى أن القول بأن ثورة الاتصالات حسنت من وعى الجماهير، ليس صحيحا بصفة كاملة، لأنها أيضا جعلت من التلاعب بمشاعر ورغبات واتجاهات الملايين أمرا سهلا، قد لا يتكلف أكثر من تصميم رسالة محكمة على وسائل التواصل الاجتماعى.
حتى الآن فإن الأخبار المضروبة تحتاج جهودا ضخمة فى كل مجتمع لكى يقاومها، السلاح الأول هو توفير الأخبار والمعلومات الصحيحة أولا بأول، ومزيد من تدريب الاعلاميين، ثم فضح المتلاعبين بالعقول، وأن تكون هناك قوانين وتشريعات رادعة ضد مزيفى الأخبار ومفبركيها، وكما يقول مرسيل خليفة: «الله ينجينا من الآن!!!».

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع       

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon