توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفيديوهات المضروبة سريعة التأثير

  مصر اليوم -

الفيديوهات المضروبة سريعة التأثير

بقلم : عماد الدين حسين

  فيديو واحد مدته أقل من ثلاث دقائق قد يقلب مزاج الرأى العام فى مكان ما، ويؤدى إلى شن حرب ووقوع ضحايا، رغم أننا قد نكتشف أنه كان مفبركا بالكامل.

السؤال هل هناك طريقة ما لتفادى هذا الأمر؟!.

مناسبة طرح هذا السؤال هو الجدل بشأن حقيقة استخدام هجوم بالأسلحة الكيماوية فى دوما بالغوطة الشرقية فى إبريل، وما ترتب عليه من قيام الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بشن هجمات صاروخية على مواقع للجيش السورى.

الحكومات الغربية الثلاث ومعها الكثير من الداعمين الدوليين والعرب تقول إنها متأكدة من أن نظام بشار الأسد قد استخدم الأسلحة الكيماوية، إضافة إلى أنه استخدمها أكثر من مرة قبل ذلك، لكن المشكلة أنها شنت الهجوم قبل أن تتوجه البعثة الأممية إلى موقع الحادث لتحسم الأمر.

قبل أيام خرج علينا السفير الأمريكى السابق فى سوريا بيتر فورد على شاشة «فوكس نيوز» ليقول إن صحفيين غربيين زاروا مدينة دوما، ولم يعثروا على أى دليل بهجوم كيماوى هناك.

وفى كلامه قال فورد: إن أطباء المستشفى الذين ظهروا فى الفيديوهات السابقة قالوا بوضوح للصحفيين، إنهم لم يروا أى ضحايا لهجوم كيماوى، وأن المرضى الذين حضروا للمستشفى كانوا يعانون من أعراض الدخان، لكن عناصر «جمعية الخوذ البيضاء» التى تنتمى لتنظيمات جهادية حسب وصف السفير الأمريكى ــ بدأوا بالصراخ وقالوا: «هجوم بالغاز»، مما أحدث ذعرا وسط الناس، الذين بدأوا فى رش المياه على الداخلين للمستشفى بطريقة هيستيرية.

إذا نحن أمام واقعة، تحتمل وجهين، إما أن النظام السورى استخدم الغاز، أو أن جهة ما فى المعارضة أو قريبة من الدول المعارضة للحكومة السورية فبركت القصة من أولها لآخرها، ليس فقط لتبرير الهجوم، ولكن من أجل «لخبطة» كل أوراق اللعبة فى الأزمة السورية.

ليس موضوعنا اليوم هو هذا الجدل، ومن المصيب ومن المخطئ، لكن الهدف هو التركيز على سؤال دور الإعلام عموما، ووسائل التواصل الاجتماعى خصوصا فى إشاعة فوبيا فى وقت محدد، من أجل اتخاذ قرارات عاجلة.

شبكة «السى إن إن» نفسها قالت إن ترامب اتخذ قرار الهجوم على سوريا، ولم يكن يملك أى دليل على استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية فى دوما.

الملاحظة أن غالبية الذين تعاطفوا مع الضربة استندوا إلى الفيديوهات التى تم توزيعها على نطاق واسع، لأطفال قيل إنهم تضرروا من استخدام الأسلحة الكيماوية.

أحد هؤلاء الأطفال ظهر لاحقا بعد دخول الجيش السورى للمدينة وخروج الإرهابيين إلى إدلب، ليؤكد أنه تم إعطاؤه هو وآخرون «حلويات وبسكويت» ليقولوا إنهم أصيبوا بالاختناق.

مرة أخرى لا أدين طرفا، ولا أبرئ آخر، وكتبت أكثر من مرة أقول أن نظام بشار الأسد أجرم فى حق شعبه، لكن الدول الكبرى وإسرائيل يريدون تدمير سوريا بأكملها.

المهم لدينا كيف نقنع الناس ألا يتأثروا بالفيديوهات حتى يتثبتوا من صحتها، وألا ينساقوا وراء الدموع لأنها قد تكون مفبركة أيضا، وما أكثر الدموع الكاذبة التى ذرفها كثيرون من كل الأطراف بلا استثناء، من أجل إقناع الجمهور بأنهم على حق وغيرهم على باطل!.

رأينا فى السنوات الماضية استخداما عبثيا وغير إنسانى لجثث الضحايا والمشاهد المأساوية فى المنطقة العربية، رأينا متطرفين مصريين معارضين للنظام يستعينون بصور من سوريا للإيحاء بأنها وقعت فى مصر، وتكرر ذلك فى أكثر من بلد وفى أكثر من مناسبة، ومن أكثر من حكومة ونظام!!!.

الذين يروجون هذه الفيديوهات يريدون تأثيرا لحظيا حتى ينفذوا أهدافهم، مراهنين على أن الناس سوف تنسى سريعا، وللأسف فإن هذه الطريقة لا تزال ناجحة حتى الآن!!.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيديوهات المضروبة سريعة التأثير الفيديوهات المضروبة سريعة التأثير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon