توقيت القاهرة المحلي 09:29:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خصوصية هند المفقودة

  مصر اليوم -

خصوصية هند المفقودة

بقلم - عماد الدين حسين

هل ما تزال لدى كل واحد منا خصوصيته الطبيعية، أم أننا نفقدها بالتدريج، لصالح وسائل التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا؟!».
من الواضح أن فكرة الخصوصية بمعناها الكلاسيكى القديم تتراجع وتتلاشى، وصارت أنفاسنا معدودة من قبل آخرين كثيرين، لا نعرف معظمهم.
قضية السيدة «هند» التى أجبرت ابنها على القفز إلى بلكونة المنزل بمدينة أكتوبر قبل أيام، بعد أن نسى المفتاح داخل الشقة، تكشف عن تراجع فكرة الخصوصية بشكل كبير.

هذه القضية التى شغلت الرأى العام كثيرا، لها أبعاد مختلفة، منها طريقة تعامل الام العنيف مع ابنها، لكن اليوم سنركز على جانب الخصوصية فقط.
ما لفت نظرى أكثر إلى هذا الجانب ما كتبته الباحثه والكاتبة الصحفية هدى رءوف، على صفحتها على الفيس بوك مساء يوم السبت قبل الماضى وأنقله مع بعض التصرف البسيط: «على فكرة فى المناطق الشعبية والأرياف الناس اتعلمت تمشى أمورها فى كل تفاصيل حياتها. والست تتصرف فى حدود إمكاناتها، ومش كل شوية تتصل بالافندى بتاعها، وتقوله باب اتقفل أو غيره، هم بينطوا من شباك لشباك ويتصرفوا، ده طبعا لا يبرر مخاطرة الأم بابنها. لكن ممكن الولد يكون نط قبل كده، وكرر الموقف وده اللى خلاها تسيبه ينط تانى.. المشكلة الحقيقية هى الانطاع اللى بدل ما تتدخل وتساعد بإيجابية وتنزل تساعده، لا بيصوروا من شباكهم ويفضحوا الناس عشان هوس السوشيال ميديا .اللى صور اتسبب فى فضح وتعرية أسرة وتفاصيل حياتها من أب مريض لأم شقيانة وجرها عالحبس هى وعيالها. فى رأيى اللى حصل امتهان لكرامة أسرة كاملة. أى سلوك إنسانى بقى مادة للتصوير والنشر من قبل أى واحد معاه موبايل. بجد مبقاش فيه أى خصوصية، ومحدش آمن على نفسه.. سيبوا الناس فى حالها.. واتعاون بجد دى الإيجابية مش تصوير وشير دى نطاعة وقلة أدب. والإعلام كان لا بد يوبخ الشخص اللى صور بدل ما يساعد، مش يقعدوا يزايدوا على أم غلبانة طالع عينيها فى الدنيا».

اتفق مع معظم ما جاء فى كلام هدى رءوف، وأضيف أن السوشيال ميديا قد قلبت الموازين فى الكثير من مجالات حياتنا، ومنها الخصوصية.
بالطبع لوسائل التواصل الاجتماعى العديد من المزايا، لكن لها العديد من العيوب القاتلة، ومنها انتهاك الخصوصية. المؤكد أن ما فعلته هند سلوك خاطئ، لكنه يتكرر كل يوم فى العديد من المناطق الشعبية والريفية، لكن لم نكن نراه.
لم يعد أحد منا فى مأمن من التلصص. يمكن لأى شخص فى الشارع أو النافذة أو سطح منزله أن يفتح كاميرا تليفونه، ويسلطها على أى شخص أو أسرة، وينقل ما يراه على الهواء مباشرة لكل العالم!.

بعض صور وفيديوهات السوشيال ميديا، تفك ألغاز العديد من القضايا والجرائم، وتكشف عيوبا خطيرة، تفيد المجتمعات. لكن بعض هذه الصور انتهاك فاضح لأبسط مبادئ الخصوصية، فكيف يمكن حل هذه المعضلة؟!.
أدرك أن بعض مواد القانون يمكنها أن تعالج هذا النوع من التلصص واختلاس النظر، لكن ماذا عن اللقطات والصور التى تنتهك الخصوصية، أو تقع «بين بين؟!».
من أطرف ما قرأته فى هذا الصدد أن سيدة متزوجة كانت على علاقة برجل آخر، ذهبت معه إلى إحدى الحدائق العامة فى دولة بأمريكا اللاتينية، ونامت على رجليه فى الهواء الطلق، شخص ما كان يبث على الهواء من هذه الحديقة. الزوج المخدوع، كان يتصفح أحد المواقع بالصدفة، فرأى زوجته، وعرفها من ملابسها. وهنا كانت الفضيحة والطلاق.
المطلوب أن يتم سد الثغرات القانونية بحيث يتم معاقبة أى شخص ينتهك الخصوصية بمعناها الحقيقى. لكن وحتى إذا حدث ذلك، فلم يعد بإمكان أحد منا أن يحلم بالخصوصية. صار ذلك من الماضى. على كل شخص أن يدرك أنه معروض طوال الوقت تقريبا على الهواء، وبالتالى وجب عليه أن يلتزم أقصى درجات الحذر.
من أصدق ما قالته والدة الطفل تعليقا على فضحها بهذه الطريقة: «ما كنتش عارفة إن حد هيصورنى، وما كنتش عارفة أن الموضوع هيكبر كده».

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خصوصية هند المفقودة خصوصية هند المفقودة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon