توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الروس قادمون

  مصر اليوم -

الروس قادمون

بقلم : عماد الدين حسين

 أخيرا وبعد توقف استمر منذ بدايات شهر نوفمبر ٢٠١٥، هبطت أول طائرة ركاب روسية فى مطار القاهرة فجر الخميس الماضى، كما هبطت بعدها بساعات طائرة مصر للطيران فى مطار موسكو.

ما حدث تطور جيد، جاء بعد فترة شديدة الصعوبة، دفعت فيها السياحة المصرية ثمنا باهظا.

أغلب الظن أن قوى كبرى حاولت معاقبة مصر وروسيا معا بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣. ولذلك جاءت العملية الإجرامية بإسقاط طائرة الركاب الروسية التى أقلعت من شرم الشيخ صباح يوم ٣١ أكتوبر ٢٠١٥. وطبقا للتحقيقات الأولية فإن متطرفا روسيا من الشيشان، جندته داعش، وضع كمية من المتفجرات فى علبة كانز فارغة، ثم وضعها فى حقيبة ملابسه على الطائرة. هذه هى المعلومات المتاحة طبقا للتحقيقات مع بعض المتطرفين الذين تم القبض عليهم. ربما ثمن كمية المتفجرات لا يزيد على مائة دولار، لكنها كبدت السياحة والاقتصاد المصرى خسائر بعشرات المليارات من الدولارات، وتسببت فى بطالة الملايين من المصريين، الذين يعملون فى هذا المجال، بل ووجهت ضربة قاسية لمدينة شرم الشيخ ومنتجعاتها.

لا أحد يلوم روسيا كثيرا، لأنها أوقفت رحلاتها، هى كانت تبحث عن حماية رعاياها، وأغلب الظن أنها أدركت أن دوائر غربية تريد معاقبتها على تدخلها فى سوريا، ودعمها لمصر. لكن موقف بعض العواصم الأوروبية الأخرى كان غريبا. بريطانيا مثلا كانت أول المبادرين باتخاذ قرار وقف الرحلات للمنتجعات السياحية المصرية، واتخذت القرار بينما كانت تستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أول زيارة له إلى لندن فى أوائل نوفمبر 2015. هذا الموقف كان مفاجئا مقارنة مثلا بعواصم أوروبية كبرى مثل برلين، بل وروما أيضا على الرغم من توتر علاقتها مع القاهرة على خلفية مقتل باحث الدكتوراه جوليو ريجينى.

العتب المصرى على روسيا، كان مبعثه، أنها تأخرت كثيرا فى اتخاذ خطوة إرجاع رحلات الطيران، وأرسلت العديد من البعثات والطواقم الفنية للمطارات المصرية، التى فتشت وراقبت وتابعت. وفى المقابل نفذت السلطات المصرية معظم ما طلبته روسيا من إجراءات، حتى تطمئن روسيا تماما على سلامة رعاياها، حينما يتدفقون مرة أخرى إلى المطارات المصرية.

تلكأت موسكو كثيرا فى قرار عودة الطيران، وقدمت طلبات رآها كثيرون مغالًى فيها، وقد يمس بعضها السيادة المصرية. وعلى الرغم ذلك اجتهدت القاهرة فى الاستجابة لكل الملاحظات الروسية، بما لا يمس السيادة.

لكن السؤال: هل عودة الطيران الروسى لمطار القاهرة، هى نهاية المطاف للأزمة الصعبة المستمرة منذ عامين ونصف العام؟!
للأسف لا. عودة الطيران التجارى بين مطارى موسكو والقاهرة، ليست هى مطلبنا الأساسى. هى خطوة مهمة ولها دلالات سياسية كثيرة، أهمها قدرة مصر على تأمين جميع منافذها الحدودية، لكن المطلب الرئيسى هو عودة السياحة الروسية إلى المنتجعات السياحية المصرية، وخصوصا شرم الشيخ والغردقة، عبر رحلات الشارتر المباشرة.

الروس القادمون من موسكو للقاهرة على متن شركتى «إيرفلوت» أو «مصر للطيران» عبر ٦ رحلات أسبوعية سيكون عددهم قليلا فى كل الأحوال. هؤلاء ليسوا قادمين للسياحة، بل لأعمال مختلفة خصوصا التجارية. لكن نحن نتحدث عن ملايين السائحين الروس، كانوا يشكلون ٣٠٪ من إجمالى الحركة السياحية الوافدة لمصر، وفى عام ٢٠١٤ بلغت إيرادات مصر من السياحة الروسية نحو ٢٫٥ مليار دولار، من إجمالى إيرادات السياحة وقتها البالغة ٧٫٣ مليار دولار.

هؤلاء هم الذين تراهن عليهم حركة السياحة المصرية وبالأخص مدينة شرم الشيخ أولا ثم الغردقة، حيث يتذكر العاملون فى المدينتين الحركة الكثيفة للسياحة الروسية قبل حادث الطائرة المشئوم الذى أودى بحياة ٢٢٤ سائحا روسيا فوق وسط سيناء.

مرحبا بالطيران الروسى فى القاهرة، ونتمنى استقرارا وأمنا لكل السائحين.. لكن السؤال المنطقى ما هى الدروس المستفادة من مجمل ما حدث طوال الـ٣٠ شهرا الماضية؟! سؤال نجيب عنه لاحقا إن شاء الله.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروس قادمون الروس قادمون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon