توقيت القاهرة المحلي 19:56:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الروس قادمون

  مصر اليوم -

الروس قادمون

بقلم : عماد الدين حسين

 أخيرا وبعد توقف استمر منذ بدايات شهر نوفمبر ٢٠١٥، هبطت أول طائرة ركاب روسية فى مطار القاهرة فجر الخميس الماضى، كما هبطت بعدها بساعات طائرة مصر للطيران فى مطار موسكو.

ما حدث تطور جيد، جاء بعد فترة شديدة الصعوبة، دفعت فيها السياحة المصرية ثمنا باهظا.

أغلب الظن أن قوى كبرى حاولت معاقبة مصر وروسيا معا بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣. ولذلك جاءت العملية الإجرامية بإسقاط طائرة الركاب الروسية التى أقلعت من شرم الشيخ صباح يوم ٣١ أكتوبر ٢٠١٥. وطبقا للتحقيقات الأولية فإن متطرفا روسيا من الشيشان، جندته داعش، وضع كمية من المتفجرات فى علبة كانز فارغة، ثم وضعها فى حقيبة ملابسه على الطائرة. هذه هى المعلومات المتاحة طبقا للتحقيقات مع بعض المتطرفين الذين تم القبض عليهم. ربما ثمن كمية المتفجرات لا يزيد على مائة دولار، لكنها كبدت السياحة والاقتصاد المصرى خسائر بعشرات المليارات من الدولارات، وتسببت فى بطالة الملايين من المصريين، الذين يعملون فى هذا المجال، بل ووجهت ضربة قاسية لمدينة شرم الشيخ ومنتجعاتها.

لا أحد يلوم روسيا كثيرا، لأنها أوقفت رحلاتها، هى كانت تبحث عن حماية رعاياها، وأغلب الظن أنها أدركت أن دوائر غربية تريد معاقبتها على تدخلها فى سوريا، ودعمها لمصر. لكن موقف بعض العواصم الأوروبية الأخرى كان غريبا. بريطانيا مثلا كانت أول المبادرين باتخاذ قرار وقف الرحلات للمنتجعات السياحية المصرية، واتخذت القرار بينما كانت تستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أول زيارة له إلى لندن فى أوائل نوفمبر 2015. هذا الموقف كان مفاجئا مقارنة مثلا بعواصم أوروبية كبرى مثل برلين، بل وروما أيضا على الرغم من توتر علاقتها مع القاهرة على خلفية مقتل باحث الدكتوراه جوليو ريجينى.

العتب المصرى على روسيا، كان مبعثه، أنها تأخرت كثيرا فى اتخاذ خطوة إرجاع رحلات الطيران، وأرسلت العديد من البعثات والطواقم الفنية للمطارات المصرية، التى فتشت وراقبت وتابعت. وفى المقابل نفذت السلطات المصرية معظم ما طلبته روسيا من إجراءات، حتى تطمئن روسيا تماما على سلامة رعاياها، حينما يتدفقون مرة أخرى إلى المطارات المصرية.

تلكأت موسكو كثيرا فى قرار عودة الطيران، وقدمت طلبات رآها كثيرون مغالًى فيها، وقد يمس بعضها السيادة المصرية. وعلى الرغم ذلك اجتهدت القاهرة فى الاستجابة لكل الملاحظات الروسية، بما لا يمس السيادة.

لكن السؤال: هل عودة الطيران الروسى لمطار القاهرة، هى نهاية المطاف للأزمة الصعبة المستمرة منذ عامين ونصف العام؟!
للأسف لا. عودة الطيران التجارى بين مطارى موسكو والقاهرة، ليست هى مطلبنا الأساسى. هى خطوة مهمة ولها دلالات سياسية كثيرة، أهمها قدرة مصر على تأمين جميع منافذها الحدودية، لكن المطلب الرئيسى هو عودة السياحة الروسية إلى المنتجعات السياحية المصرية، وخصوصا شرم الشيخ والغردقة، عبر رحلات الشارتر المباشرة.

الروس القادمون من موسكو للقاهرة على متن شركتى «إيرفلوت» أو «مصر للطيران» عبر ٦ رحلات أسبوعية سيكون عددهم قليلا فى كل الأحوال. هؤلاء ليسوا قادمين للسياحة، بل لأعمال مختلفة خصوصا التجارية. لكن نحن نتحدث عن ملايين السائحين الروس، كانوا يشكلون ٣٠٪ من إجمالى الحركة السياحية الوافدة لمصر، وفى عام ٢٠١٤ بلغت إيرادات مصر من السياحة الروسية نحو ٢٫٥ مليار دولار، من إجمالى إيرادات السياحة وقتها البالغة ٧٫٣ مليار دولار.

هؤلاء هم الذين تراهن عليهم حركة السياحة المصرية وبالأخص مدينة شرم الشيخ أولا ثم الغردقة، حيث يتذكر العاملون فى المدينتين الحركة الكثيفة للسياحة الروسية قبل حادث الطائرة المشئوم الذى أودى بحياة ٢٢٤ سائحا روسيا فوق وسط سيناء.

مرحبا بالطيران الروسى فى القاهرة، ونتمنى استقرارا وأمنا لكل السائحين.. لكن السؤال المنطقى ما هى الدروس المستفادة من مجمل ما حدث طوال الـ٣٠ شهرا الماضية؟! سؤال نجيب عنه لاحقا إن شاء الله.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروس قادمون الروس قادمون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 19:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبايات ملونة لمظهر أنيق

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 07:24 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد الغرف الفندقية في دبي إلى 151.4 ألف غرفة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon