توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دلالات رقصة الكيكى

  مصر اليوم -

دلالات رقصة الكيكى

بقلم - عماد الدين حسين

عصر يوم الخميس الماضى كتبت عبارة «رقصة كيكى» باللغة العربية على موقع البحث العالمى الشهير «جوجل»، وفوجئت بأن عدد المواد الموجودة هو ٢٢٢٠٠٠٠٠ ما بين اخبار وموضوعات وفيديوهات.

ترددت أكثر من مرة فى الكتابة عن هذا الموضوع خوفا من أن يتهمنى البعض بالتفاهة والسطحية، وإشغال الناس فى موضوعات بلا قيمة، وتجاهل العديد من الموضوعات والقضايا والمشكلات اليومية المهمة جدا. 

لكن عندما رأيت رقم ٢٢ مليون مادة على جوجل حسمت أمرى، مركزا على نقطة مهمة وهى خطورة مثل الموضوعات فى المستقبل، وكيف يمكن لأغنية أو رقصة أو صرعة أن تنتشر بهذا الشكل فى كل مكان بالعالم.

قبل الدخول فى الدلالات نلفت النظر إلى أن رقصة كيكى أو «تحدى كيكى» يؤديها الفرد بعد ترجله من السيارة أثناء سيرها، على أنغام أغنية النجم دريك وعنوانها «in my feeling».

أول من قام بهذا التحدى هو النجم العالمى شيغى بعد أن نشر لنفسه مقطع فيديو، وهو يرقص على أنغام الأغنية فى نهاية يونيه الماضى. بعدها تجاوز عدد المشاهدات أكثر من ٦ ملايين مشاهدة عبر حساب النجم على موقع انستجرام.

وفى أقل من أسبوع شارك فى التحدى ١٥٠ ألف شخص، وفى الفترة الأخيرة صارت «رقصة أو تحدى كيكى» موضة وصرعة عالمية.

رأينا العديد من النجوم والفنانين والشخصيات العامة والمواطنين فى كل العالم يصابون بحمى هذه الرقصة، من أول المطربين والشعراء ونهاية بعمال يركبون على سيارات كارو. فوجئنا بأن الظاهرة فى مصر تنتشر كالنار فى الهشيم. شاهدت فتاة تؤدى الرقصة على إحدى قصائد شاعر العامية المتميز هشام الجخ وبصوته، ورأيت عاملا يركب على كارو يجرها حمار، يؤدى الرقصة، ولكن بصورة ساخرة، وما بين هذين النموذجين، كان القاسم المشترك الأعظم هو فتيات ينزلن من سياراتهن يؤدين الرقصة، لمدة لا تزيد عن دقيقة.

ولأن الموضوع صار منتشرا، سمعنا أن دار الإفتاء المصرية أفتت بعدم جواز أداء هذه الرقصة، ثم قرأنا أن الدار تتبرأ من هذه الفتوى، وتؤكد أنها لم تناقش الموضوع، موجهة نصيحتها للناس بالتركيز على ما يفيديهم.

للأسف الوعظ لم يعد وحده كافيا فى مثل هذه القضايا، التى صارت مرتبطة ارتباطا لصيقا بوسائل التواصل الاجتماعى.

خطورة رقصة أو تحدى الكيكى ليس لأنها رقصة أو أمر تافه، ولكن لأنه صار فى قدرة أى شخص أو هيئة أو جماعة بصورة شخصية أو منظمة أن يفرض مزاجه أو أجندته على العالم بأكمله.

فى الماضى كانت الحكومات والدول وأجهزة الأمن فيها، تستطيع بجرة قلم أن تمنع البث الإذاعى أو التليفزيونى أو توزيع هذه الصحيفة أو تلك المجلة، حتى تمنع دخول آراء وأفكار مغايرة، قد ترى فيها خطرا على الأمن أو الرأى العام سواء كان ذلك عن حق أو باطل.

الآن صار ذلك مستحيلا، إلا إذا قامت الدول بوقف كامل لوسائل التواصل الاجتماعى، وهو أمر يصعب تنفيذه بصورة كاملة، إلا اذا قررت هذه الدولة ان تنعزل بالكامل عن العالم.

هل من نفذ «تحدى كيكى» كان يعلم بأنها ستنال كل هذا الانتشار والتأثير؟
سواء كانت الإجابة بنعم أو لا، فإن هذه الرقصة، أثبتت للمرة المليون أن الحدود بين الدول صارت أمرا من الماضى، وأصبح بمقدور أى شخص عاقل أو مجنون أن يؤلف فكرة أو شعارا أو رقصة، ويجعلها تلف العالم أجمع من وراء ظهر كل الحكومات والسلطات وأجهزة الامن.

خطورة «رقصة كيكى» أن فكرة الاختراق الخارجى بالأفكار صارت أمرا محققا ومشاعا، ويحدث كل يوم، وأن البلدان الخارجية، لم تعد فى حاجة ماسة إلى جيوش بصواريخ ودبابات وقذائف وطائرات وجنود لكى تحتل دولة أو منطقة.

يكفى أن تكون هناك فكرة أو لقطة أو مقطع فيديو مبتكر، ويتضمن إعلانا تجاريا أو رقصة أو أغنية أو مشهدا من أى فيلم لكى يخترق عقول وقلوب الناس فى أى مكان بالعالم.

السؤال: كيف يمكن مواجهة ذلك إذا كان الأمر يتعلق فعلا بصياغة عقول الناس العاديين، وفى اتجاه يخالف كل الاتجاهات السائدة فى العادات والتقاليد والاعراف والاديان والاخلاق؟!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دلالات رقصة الكيكى دلالات رقصة الكيكى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon