توقيت القاهرة المحلي 13:53:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا نتعلم من درس ميناء بيروت فى مصر؟

  مصر اليوم -

ماذا نتعلم من درس ميناء بيروت فى مصر

بقلم: عماد الدين حسين

ما هو الدرس الذى يفترض أن نتعلمه فى مصر من الانفجار المأساوى الذى دمر ميناء بيروت والعديد من المبانى والمنشآت فى العاصمة يوم الثلاثاء قبل الماضى؟.
المطلوب فورا أن نبحث عن أى تخزين لمواد خطرة أو يمكن أن تشكل خطورة، ونتأكد مليونا فى المائة أنها تتمتع بأقصى درجات الأمن والأمان.
ما حدث فى ميناء بيروت يفترض أن يكون درسا تتعلم منه كل يوم الدول أو الجهات أو المؤسسات أو الهيئات والمصالح الموجودة فى العالم أجمع خصوصا بلدان العالم الثالث.
أخشى أن أقول إن عمليات تخزين المواد التى يمكن أن تشكل خطورة على الصحة والأمن العام، فى غالبية هذه البلدان، لا تتم بالصورة الصحيحة، التى تمنع من تكرار الانفجار الذى وقع فى بيروت.
فى هذا الصدد فإننى أتوجه إلى الحكومة المصرية باقتراح عملى، وأتمنى أن يكون سريعا.
هذا الاقتراح يتضمن أن يخاطب مجلس الوزراء كل الوزارات والهيئات والمؤسسات التابعة له للحصول على تقدير موقف سريع عن طريقة تخزين مثل هذه المواد وهل هى آمنة أم لا.
لا أتحدث فقط عن مجرد مخاطبات، بل أقترح تشكيل لجنة بصلاحيات واسعة، تتولى مهمة التفتيش والرقابة على عمليات التخزين.
يكون من بين مهمات هذه اللجنة إصدار قرارات سريعة بنقل أى مواد مشابهة إذا كانت موجودة فى مناطق ذات كثافة سكانية عالية، ونقلها إلى أماكن أبعد وأقل خطرا.
ويشمل الاقتراح أيضا ضرورة فحص كل المنافذ الجمركية المصرية من مطارات جوية وموانئ بحرية أو منافذ برية، للتأكد من عدم وجود مواد خطرة بداخلها.
وبعد حصر هذه الأماكن، وفى حالة وجود مواد خطرة بها، نبدأ فى التأكد من أنها مؤمنة بطريقة صحيحة، وليست فقط مؤمنة على الورق، كما يحدث فى العديد من المواقف المماثلة!!.
نتمنى أيضا أن يكون التفتيش بصورة جادة وحازمة، وألا يتم الاكتفاء بمطالعة الأوراق التى تقول فى غالب الأحيان إن «الجو بديع والدنيا ربيع»!
بجانب هذا الجزء الحكومى، هناك أيضا الجانب الموجود لدى القطاع الخاص والأهلى. لدينا العديد من المواد المختلفة، وليست فقط نترات الأموينا، التى يمكن أن تكون قابلة للاشتعال. على سبيل المثال العديد من التجار كانوا يستوردون آلاف الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات لبيعها فى الأعياد والمناسبات.
أعتقد أن الحكومة بدأت تضيق كثيرا على استيراد مثل هذه المواد فى الفترة الأخيرة، لكن لا نعرف يقينا هل هناك مخازن عامة أو خاصة أو أهلية، ما تزال تحتفظ بمثل هذه المواد أم لا؟!.
هذه المواد الخطرة ليس شرطا أن تكون نترات أمونيا أو مفرقعات، أو حتى متفجرات تستخدم فى أعمال التعدين، أو أى مجال آخر. بل إن أى تخزين غير صحيح أو غير آمن لأى مواد قابلة للاشتعال يمكن أن يتسبب فى كارثة مماثلة لما حدث فى ميناء بيروت.
نسمع ونقرأ كثيرا عن الحرائق التى تندلع فى الأسواق الموجودة فى أماكن ضيقة ومزدحمة، كما يحدث على سبيل المثال فى العتبة والموسكى والحارات المتفرعة منهما. فى هذه الأماكن لا توجد مفرقعات أو نترات أمونيا، ولكن هناك المواد الاسفنجية سريعة الاشتعال. والشوارع ضيقة بما لا يسمح بمرور سيارات المطافئ، وبالتالى فإن أى حريق صغير، يمكنه أن يدمر شوارع كاملة، ويهدر شقاء ورزق مئات أو آلاف الأسر.
خطورة الأمر، خصوصا فى القطاع الخاص، تتمثل فى أن ثقافة الدفاع المدنى والبيئة ضعيفة للغاية، ويتحايل عليها الجميع من أول بناء شقق سكنية نهاية ببناء مصانع ضخمة، ويزيد الأمر سوءا مع فساد بعض مسئولى المحليات، الذين يتواطأون مع أصحاب المصانع والمنشآت من أجل عدم الالتزام بهذه المواصفات.
الأمر ليس هزلا ويحتاج إلى تحرك عاجل حتى نتفادى لا قدر الله أى مفاجآت صادمة، ووقتها لن ينفع الندم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا نتعلم من درس ميناء بيروت فى مصر ماذا نتعلم من درس ميناء بيروت فى مصر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon