توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العصار.. والعلاقة بين الاقتصاد والإنتاج الحربى

  مصر اليوم -

العصار والعلاقة بين الاقتصاد والإنتاج الحربى

بقلم - عماد الدين حسين

قبل نحو أسبوعين تلقيت دعوة كريمة من مجلس الأعمال المصرى الكندى الذى يترأسه معتز رسلان، لحضور جلسة نقاشية يتحدث فيها اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربى عنوانها: «دور الإنتاج الحربى فى مساندة الاقتصاد المصرى».

العنوان ملفت ومثير، وكثيرون يتحدثون همسا فى هذا الموضوع، من دون الوصول إلى نقاط اتفاق تحسم الجدل حوله.

ألغيت موعدين مهمين محددين سلفا، ولم أتردد فى قبول الدعوة لأسباب كثيرة، منها العنوان الملفت، ومنها أيضا تقديرى واحترامى الكبيرين للوزيرالعصار، الذى لعب دورا مهما فى المشهد العام منذ ٢٥ يناير وحتى هذه اللحظة. هو يتمتع بعلاقات واسعة مع غالبية القوى والشخصيات السياسية فى مصر، للدرجة التى تدفع البعض للقول إنه هو «السياسى الوحيد» تقريبا فى الحكومة المصرية رغم خلفيته العسكرية، مقارنة بالعديد من المسئولين المدنيين التكنوقراط، المنفصلين تماما عن السياسة بمعناها الواسع.

دخلت قاعة اللقاء الواسعة فوجدتها ممتلئة عن آخرها، علما أن غالبية المدعوين دفعوا اشتراكا للتسجيل والحضور. كان هناك جمع كبير من الوزراء الحاليين والسابقين ورؤساء الهيئات والمؤسسات ورجال الأعمال والمستثمرين.

العصار تحدث لمدة نصف ساعة عن أن الإنتاج الحربى منظومة متكاملة ومتفردة. جوهر محاضرة العصار دار حول المحاور الخمسة الرئيسية فى الإنتاج الحربى، التى يراها متحققة وواضحة، مقارنة بغيابها عن العديد من المؤسسات الصناعية الأخرى.

المحور الأول هو التصنيع، وقال إن وزارته تملك ١٧ مصنعا. والمحور الثانى هو البحث والتطوير وتهتم به الوزارة بصورة واضحة. والمحور الثالث هو مركز نظم المعلومات، حيث ساهم مع وزارة التموين فى عمل بطاقات التموين بالكامل، وكذلك توفير قاعدة بيانات تخص ٨٠ مليون مواطن. والمحور الرابع هو التدريب الذى قال إنه يتم على أرقى مستوى، ويتعامل مع أوائل الخريجين فى الجامعات المصرية. والمحور الخامس هو الإنشاءات سواء كانت مستشفيات أو مدارس.

يقول العصار إن الإنتاج الأساسى للوزارة موجه لتلبية حاجة القوات المسلحة مما تحتاجه مثل الأسلحة المختلفة والدبابات والقواذف والمدافع والذخائر والمفرقعات.

وبعد ذلك يأتى دور الإنتاج الموجه للقطاع المدنى، مثل المخابز ومحطات تحلية المياه والمحركات وأجهزة التكييف ومصانع تطوير المخلفات وألواح الخلايا الشمسية، والأجهزة المنزلية المختلفة. قال العصار إنه تم بنجاح إنتاج عداد كهرباء ذكى مصرى بالكامل، ومعدات للطاقة الشمسية ومضخات ضغط عالى، وكذلك التعاون مع علماء مصريين بالخارج وبالأخص فى كندا ومنهم عبدالحليم عمر وهدى المراغى ومحمد محمود.

يقول العصار إن الإنتاج الحربى بدأ بقوة منذ ٥٤ عاما فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والآن يتم الإضافة والتطوير على هذا البناء الجيد للمؤسسة، حتى تصبح صناعية متطورة، وتحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصرى، خصوصا أن عملية الإصلاح الاقتصادى وتطوير التشريعات المختلفة المتعلقة بالإنتاج والاستثمار، قد بدأت تؤتى ثمارها. إضافة إلى وجود سوق مصرية كبيرة تضم ١٠٠ مليون شخص، وسوق عالمية مفتوحة تقوم على التنافسية، وكل ذلك يجعل أى إنتاج جيد يجد طريقه إلى الأسواق المحلية أو الدولية.

قطاع الإنتاج الحربى كما يقول المسئول الأول عنه يتعاون مع كل هيئات ومؤسسات ووزارات الدولة المختلفة.

الرسالة المهمة التى أعجبتنى فى كلام العصار، وأعتقد أنها لاقت استحسان الكثيرين، هى أن القطاع الخاص جزء من الصناعة الوطنية، والمطلوب هو التكامل بين الجميع، وقال نصا: «لن نستحوذ ولا نبغى الهيمنة أو السيطرة، وأعداء النجاح فقط هم من لا يريدون التكامل بين قطاعات الإنتاج المختلفة فى الدولة سواء كانت عامة أو خاصة».

العصار قال بوضوح «إن القطاع الخاص المصرى يتميز بالجودة والإدارة الحديثة، ومفيش إنسان عاقل يتمنى أن يضر بالقطاع الخاص لأنه يمثل ٨٠٪ من الاقتصاد الوطنى». هو قال أيضا إن الوزارة غير مستثناة من دفع الضرائب والجمارك، وإنها غير مدعومة من الدولة.

ورأيه أنه لابد من الانتقال من مرحلة التجميع إلى التصنيع، وكذلك التوسع فى الصناعة الحقيقية القائمة على المعرفة وامتلاك القدرات والقدرة على التصميم وتوطين التكنولوجيا، وكل ذلك لابد أن يتم عبر التعاون بين الوزارات المختلفة ومراكز البحث العلمى المختلفة، خصوصا فى الجامعات.

ما قاله العصار عن الانفتاح على التعاون مع القطاع الخاص مهم جدا، وكذلك الاهتمام بالبحث العلمى الحقيقى، ونتمنى أن ينتقل هذا النوع من التفكير العلمى المرن والحديث إلى كل الهيئات والمؤسسات، لأنه لا تقدم ولا نهضة دائمة دون مشاركة الجميع فى البحث والتفكير والإنتاج، وقبل ذلك وبعده التوافق العام.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العصار والعلاقة بين الاقتصاد والإنتاج الحربى العصار والعلاقة بين الاقتصاد والإنتاج الحربى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon